|
٣١ جرائم « بني قينقاع » |
كانت معركة « بدر » بمثابة طوفان شديد ضدّ الوثنية في قلب شبه الجزيرة العربية.
طوفان اقتلع بعض جذور الوثنية العريقة ، فقد قتل طائفة من صناديد قريش ، واسرت اخرى وهرب الباقون بمنتهى الذل والصغار ، وانتشر خبر هزيمة جيش قريش المتغطرس في جميع أنحاء وربوع الجزيرة العربية.
ولكن ساد بعد هذا الطوفان المرعب ، شيء من الهدوء والمقرون بالاضطراب والقلق. هدوء كان منشؤه التفكير في مستقبل شبه الجزيرة العام وما تخبئه الايام القادمة لسكانها على أثر التحول الجديد.
وكانت مخاوف القبائل الوثنية ، ويهود يثرب الاثرياء ويهود خيبر ووادي القرى تزداد يوما بعد يوم من تقدم الاسلام المطّرد ، وتعاظم شوكته ، واشتداد أمر حكومته الفتية ، وكان جميع هؤلاء يجدون مستقبلهم مهددا بخطر جديّ ، بعد أن كانوا لا يتصورون أن يكسب رسول الله صلىاللهعليهوآله المهاجر من مكة كلّ هذه النجاحات الباهرة ، وأن يبلغ من القوة ذلك المبلغ ، بحيث يقهر بقواه المحدودة قوة قريش الكبرى ويكسر شوكتها العريقة!!
وكان يهود بني قينقاع الذين يقطنون داخل المدينة ، ويمسكون بخيوط اقتصادها ، أشدّ خوفا من غيرهم ، واكثر قلقا على مستقبل أمرهم ، لأنهم كانوا يخالطون المسلمين مخالطة كاملة وكان وضعهم يختلف عن وضع يهود خيبر ووادي القرى الذين كانوا يعيشون خارج المدينة بعيدا عن مركز قوة المسلمين ومنطقة حاكميتهم!!