رأس النبيّ صلىاللهعليهوآله بالسيف مشهورا ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله مستلق على قفاه.
فقال بنبرة خشنة مهددة : ما يمنعك منّي اليوم؟ قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : الله.
فكان لهذه الكلمة أثر عجيب في نفس دعثور بحيث ارعب ، ووقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآله وقام به على رأسه ، فقال : ومن يمنعك منّي اليوم.
فقال : لا أحد.
ثم قال : فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، والله لا أكثر عليك جمعا أبدا.
فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوآله سيفه ثم أدبر ، ثم أقبل بوجهه على النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : أما والله لانت خير منّي.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا أحق بذلك منك.
فأتى قومه ، وقصّ عليهم ما جرى له مع النبيّ ، وأنّه أسلم ، ودعا قومه الى الاسلام.
أجل يكتب المؤرخون في هذا المقام أن الرجل أسلم من فوره ، ويجب أن نعلم أنه لم يسلم خوفا وفرقا وتحت بارقة السيف لأنه بقي ثابتا ومستمرا في اسلامه بعد ذلك وأخذ يدعو قومه كما أسلفنا وهذا يدل على أنه أسلم عن طواعية ورغبة. وان اسلامه كان لتنبّه فطرته ، ويقظة وجدانه ، فانّ فشله غير المتوقع ، ونجاة رسول الله صلىاللهعليهوآله التي تمت بطريقة خارقة للعادة جعلته ينتبه الى عالم آخر ، وعرف بأن لرسول الله صلىاللهعليهوآله ارتباطا بعالم آخر ، وأنه مؤيّد بالتالي بقوة عليا ، وراء هذا العالم المادي.
ولهذا السبب ـ وليس لسواه ـ أسلم ، وقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله اسلامه ، وبعد أن مشى خطوات ردّ الى النبيّ سيفه الذي أعاده إليه النبيّ قبل ذلك واعتذر إليه.