الأرض خير من ظهرها!! وبدأ يبث الأكاذيب والشائعات في المدينة ومضى يشكك في انتصارات المسلمين في بدر.
وقد كان يسيء الى رسول الله صلىاللهعليهوآله في قصائده حتى قبل معركة « بدر » ويحرّض الناس على المسلمين.
ثم إنه لما تيقن الخبر خرج حتى قدم مكة وجعل يحرّض قريشا على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد أنشد في هذا المجال أشعارا يبكي فيها أصحاب القليب من قريش وقد ذكرتها المصادر التاريخية (١).
ثم رجع كعب هذا الى المدينة فشبّب (٢) بنساء المسلمين حتى آذاهم!!
ولا شك أنه بهذه المواقف المعادية كان من أظهر مصاديق المفسد في الارض ، الأمر الذي آل إلى أن يقرّر رسول الله صلىاللهعليهوآله التخلص منه ، وكفاية المسلمين شره ، وقد أوكل هذه المهمة الصعبة الى « محمد بن مسلمة ».
وقد خطّط « ابن مسلمة » للتخلص من « كعب » خطة رائعة ، وألّف لتنفيذها فريقا كان من بينهم « أبو نائلة » الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف ، ليمكن من هذا الطريق التمويه على كعب وتنفيذ الخطة المذكورة.
فخرج أبو نائلة إلى كعب وجلسا يتحادثان ، ويتبادلان الشعر.
ثم إن أبا نائلة قال لكعب ـ بعد ان طلب منه أن يخرج كل من كان هناك من ذويه وأهله ـ : إني قد جئتك في حاجة إليك اريد ذكرها لك فاكتم عني ، وإني كرهت ان يسمع القوم كلامنا ، فيظنون! لقد كان قدوم هذا الرجل ( يعني رسول الله ) علينا من البلاء ، وحاربتنا العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقطّعت السبل عنا حتّى جهدت الانفس ، وضاع العيال ، أخذنا بالصدقة ولا نجد ما نأكل.
فقال كعب : قد والله كنت احدّثك بهذا يا ابن سلامة إن الامر سيصير الى ما أقول.
__________________
(١) المغازي : ج ٢ ص ١٢١ ـ ١٢٢.
(٢) راجع السيرة النبويّة : ج ٢ ص ٥٢.