كما عن قتادة : ان علي بن ابي طالب كان صاحب لواء رسول الله يوم بدر وفي كل مشهد (١).
ثم إنه كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري ( وكان يدعى كبش الكتيبة ) فبرز ونادى : يا محمّد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم الى النار ، ونجهزكم بأسيافنا الى الجنّة ، فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إليّ فبرز إليه علي عليهالسلام وهو يقول :
يا طلح إن كنتم كما تقول |
|
لكم خيول ولنا نصول |
فاثبت لننظر ايّنا المقتول |
|
وأيّنا أولى بما تقول |
فقد أتاك الأسد المسئول |
||
بصارم ليس به الفلول |
|
ينصره القاهر والرسول |
ثم تصاولا بعض الوقت قتل بعده طلحة بضربة علي عليهالسلام القاضية.
فأخذ الراية اخوان آخران لطلحة فخرجا لقتال علي عليهالسلام على التناوب فقتلا جميعا على يديه عليهالسلام.
هذا ويستفاد من كلام لعلي عليهالسلام قاله في أيام الشورى التي انعقدت بعد موت الخليفة الثاني.
فقد قال الامام عليهالسلام في مجلس ضم كبار الصحابة في تلك المناسبة :
« نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة كلّهم يأخذ اللواء ، ثم جاء صوأب الحبشي مولاهم وهو يقول لا أقتل بسادتي إلاّ محمدا ، قد ازبد شدقاه ، واحمرّت عيناه ، فاتّقيتموه ، وحدتم عنه ، وخرجت إليه ، فلما أقبل كأنه قبة مبنيّة فاختلفت أنا وهو ضربتين ، فقطعته بنصفين وبقيت عجزه وفخذاه قائمة على الأرض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه ».
قالوا : اللهم لا (٢).
__________________
(١) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر : ج ٩ ص ١٤٢.
(٢) الخصال : ص ٥٦٠.