قالوا : فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق. فلما سمع ردّ الأوس تركهم ، واعتزل الحرب بعد قليل (١).
ثم إن هناك مواقف وتضحيات عظيمة قام بها رجال معدودون في معركة احد معروفة بين المؤرخين ، أبرزها ، وأجدرها بالاجلال تضحيات علي عليهالسلام ومواقفه الكبرى في ذلك اليوم.
فهو صاحب اللواء والراية في هذه الموقعة الكبرى.
قال الشيخ المفيد في الارشاد : تلت بدرا غزاة احد وكانت راية رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد أمير المؤمنين عليهالسلام فيها ومما يدل على ذلك ما رواه يحيى بن عمارة قال : حدثني الحسن بن موسى بن رباح مولى الانصار قال حدثني أبو البختري القرشي ، قال : كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيد قصى ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله صلىاللهعليهوآله فصارت راية قريش وغيرها الى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأقرها في بني هاشم فأعطاها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام في غزاة ودان وهي أول غزاة حمل فيها راية في الاسلام مع النبيّ ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر وهي البطشة الكبرى في يوم احد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فاعطاه رسول الله صلىاللهعليهوآله مصعب بن عمير فاستشهد ووقع اللواء من يده فتشوفته القبائل فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآله فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام فجمع له يومئذ الراية واللواء (٢).
وقد ورد عن ابن عباس ما يؤيد ذلك فقد روى أنه قال : لعلي أربع خصال ليس لأحد من العرب غيره ( هو ) أول عربي وعجمي صلّى مع النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو الذي كان لواؤه معه في كل زخف ... (٣).
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٦٧.
(٢) الارشاد : ص ٤٣ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٨٠.
(٣) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر : ج ١ ص ١٤٢.