النسبة وهو الطاهر المطهّر بحكم آية التطهّر (١) وهو الذي نشأ وترعرع في احضان سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله الذي كان يتجنب الخمر ، حتى قبل نزول النهي الصريح عنها ، هذا وعلي عليهالسلام المعروف بحكمته وفهمه وعلمه عارف بما للمسكر من تبعات خطيرة.
نعم من العجيب أن نصدق بأن عليا عليهالسلام شرب الخمر ، وهناك في الجاهلية ( وقبل الاسلام ) من حرّم الخمر على نفسه لكونه يذهب بالعقل ، ويؤول بالمرء الى ما لا يحمد.
ففي السيرة الحلبية كان عبد الله بن جدعان من جملة من حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية أي بعد ما كان مغرما بها وسبب ذلك أنه سكر ليلة فصار يمدّ يده على ضوء القمر ليمسكه فضحك منه جلساؤه ثم اخبروه بذلك حين صحا فحلف أن لا يشربها أبدا.
وكان عثمان بن مظعون ممّن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية أيضا وقال : لا أشرب شيئا يذهب عقلي ، ويضحك بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن انكح كريمتي من لا اريد (٢).
وورد عن الامام محمد الباقر عليهالسلام قال : أوحى الله تعالى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله اني أشكر لجعفر بن أبي طالب عليهالسلام أربع خصال.
فدعاه النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخبره فقال : لو لا أن الله تبارك وتعالى أخبرك ما أخبرتك :
ما شربت خمرا قط لاني لو شربتها زال عقلي.
وما كذبت قط لان الكذب ينقص المروة.
وما زنيت قط لأني خفت إذا عملت عمل بي.
__________________
(١) الاحزاب : ٣٣ ، راجع تفاسير الفريقين ومجاميعهم الحديثية.
(٢) السيرة الحلبية : ج ١ ص ١٣٠.