حوادث السنة الخامسة من الهجرة
|
٣٨ سقوط آخر أوكار الفساد والمؤامرة |
أقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله في السنة الاولى من هجرته الى المدينة ، على تنظيم وعقد ميثاق تعايش بين سكان المدينة وما حولها ، بغية إنهاء جميع أشكال الاختلاف ، والتنازع ، والصراع الداخليّ.
وقد تعهّد الأوسيّون والخزرجيّون ، عامة واليهود من تينك القبيلتين أن يدافعوا عن المدينة وما حولها ، وقد مرّ النص الكامل لهذا الميثاق على القارئ الكريم فيما سبق (١).
هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى عقد رسول الله صلىاللهعليهوآله بينه وبين يهود المدينة ميثاقا آخر ينصّ على أنّ مختلف الطوائف اليهودية تتعهد بأن لا تلحق أيّ ضرر وأذى برسول الله وأصحابه ، ولا تمدّ أعداءهم بالخيل والسلاح ، وأنها لو فعلت شيئا من ذلك يكون لرسول الله صلىاللهعليهوآله الحق في أن يقتلهم ، ويسبي نساءهم وأبناءهم.
إلاّ أنّ جميع الطوائف اليهودية الثلاث نقضت الميثاق المذكور بشتى العناوين والصور ، وتجاهلت بنوده ، ومواده!
فقد قتل « بنو قينقاع » مسلما ، وخطّطت « بنو النضير » لاغتيال رسول الله
__________________
(١) راجع صفحة ٢١ من هذا الجزء.