خروجها من قبضة المسلمين ـ على تحريك العرب المشركين الوثنيين ضدّ الاسلام والمسلمين على نحو ما فعلت بنو النضير ، وتعرّض المجتمع الاسلامي والدولة الاسلامية الفتية لأخطار كبرى جدا ، وتسبب في سفك دماء كثيرة.
ولهذا لم يوافق رسول الله صلىاللهعليهوآله على اقتراحات مندوب بني قريظة ، وعاد شأس إلى الحصن ، واخبر قومه بمقالة رسول الله عليه وآله ، ورفضه لمقترحاته.
فقرر بنو قريظة التسليم للمسلمين من دون أي قيد أو شرط.
أو الرضا بما يحكم به سعد بن معاذ الأوسي ـ وكان حليفا لهم ـ في حقهم.
ولهذا عمدوا الى فتح باب الحصن ، ودخل عليّ عليهالسلام على رأس كتيبة خاصة من المسلمين الحصن وجرّدوا بني قريظة من السلاح ، وحبسوهم في منازل « بني النجار » ليتقرر مصيرهم فيما بعد.
وحيث إن يهود بني قينقاع قد اسروا على أيدي جنود الاسلام ، ثم عفي عنهم بوساطة من الخزرج وبخاصة « عبد الله بن ابي » ، وانصرف النبي صلىاللهعليهوآله عن إهراق دمهم فيما مضى ، لذا ضغط الاوسيون المتحالفون مع بني قريظة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصرّوا عليه اصرارا شديدا بأن يعفو عن بني قريظة الذين كانوا متحالفين مع الأوس من قبل أن يقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة ، وذلك منافسة للخزرج ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوآله قاوم هذا الطلب ، وقال لهم :
« ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم »؟
قالوا : بلى.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فذاك إلى « سعد بن معاذ » فهو يحكم فيهم.
والطريف أن اليهود قد قبلوا هم أيضا بما يحكم به سعد بن معاذ فقد بعث بنو قريظة الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ كما يروى ابن هشام (١) والشيخ
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٤٠.