عليك الشأن فو الله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل لها ضرائر إلاّ كثّرن ، وكثر الناس عليها. (١)
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله شاور « اسامة بن زيد » في الامر ، فأثنى عليّ خيرا وقاله ، ثم قال : يا رسول الله أهلك ولا نعلم منهم إلاّ خيرا ، وهذا الكذب والباطل!!
وشاور عليّا فقال : يا رسول الله إن النساء لكثير ، وانّك لقادر على أن تستخلف ، وسل الجارية ، فانّها ستصدّقك ( إي جارية عائشة ) فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بريرة ليسألها ، فقالت : والله ما أعلم إلاّ خيرا ، وما كنت اعيب على عائشة شيئا.
إن هذا القسم من الرواية يتنافى بقوة مع عصمة النبي صلىاللهعليهوآله لانه يكشف عن أن النبي وقع فريسة بأيدي الشائعات الكاذبة إلى درجة أنه غير سلوكه مع عائشة ، وشاور أصحابه فيها!!
إن مثل هذا الموقف مع شخص بريء لا يوجد على تهمته أي دليل ليس فقط يتنافى مع مقام العصمة النبوية ، بل يتنافى حتى مع مقام مؤمن عادي لأنه من المؤمنين ليس من الجائز أبدا أن تغيّر الشائعات سلوك مسلم عاديّ تجاه شخص منهم ، وحتى لو تركت تلك الشائعات تأثيرا في نفس المسلم ، فليس من الجائز أن تحدث مثل ذلك التغيير والانقلاب في نظرته وسلوكه.
إن القرآن الكريم يوبّخ في الآية ١٢ و ١٤ من سورة النور اولئك الذين وقعوا فريسة الشائعات وظنّوا الظن السوء إذ يقول تعالى :
« لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ »؟!
__________________
(١) صحيح البخاري : ج ٦ تفسير سورة النور ص ١٠٢ و ١٠٣ وكذا الجزء ٥ ص ١١٨ السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٩٩