الى البلاط الايراني ، بل كان لنفسيّة ذلك الحاكم المغرور ، المنحرفة ، وأنانيته الطاغية ، التي لم تسمح له بالتفكير بعض اللحظات في كتاب رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله كما فعل « قيصر » ، أو غيره. بل لم يمهل المترجم حتى ينتهي من قراءة كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنما صاح به في تلك الاثناء ، وأخذ منه رسالة النبي صلىاللهعليهوآله ومزّقها بوقاحة بالغة ، واسلوب بالغ في الجفاف ، وسوء الادب.
وإليك تفصيل الحادث :
في مطلع السنة الهجرية السابعة بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله احد فرسانه الشجعان وهو « عبد الله بن حذافة السهمي » ، الى ايران وكتب معه كتاب إلى « خسروا پرويز » ملك ايران يومذاك يدعوه فيه الى الاسلام وامره أن يدفع الكتاب الى كسرى نفسه وإليك نص هذه الرسالة :
« بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، واشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله كافة لا نذر من كان حيّا ، ويحقّ القول على الكافرين أسلم تسلم ، فان أبيت فعليك اثم المجوس ».
فلما دخل سفير النبي صلىاللهعليهوآله على « خسروا برويز » أمر بأن يؤخذ منه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ولكن عبد الله بن حذافة قال : لا حتى أدفعه إليك كما امرني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم دنا وسلّم الكتاب فدعى كسرى بمترجمه ليقرأ الكتاب ، فلما قرأه ، فاذا فيه : من محمّد رسول الله الى كسرى عظيم فارس أغضبه حين بدأ رسول الله بنفسه ، وصاح ، وأخذ الكتاب ، فمزّقه قبل أن يعلم ما فيه وقال : يكتب إليّ بهذا.
ثم أمر باخراج حامل الكتاب من قصره ، فاخرج عبد الله بن حذافة السلمي ، ولما رأى ذلك قعد على راحلته وسار حتى وصل إلى النبي صلّى الله