بشارة موسى براكب الحمار ، كبشارة عيسى براكب الجمل ، وانه ليس الخبر كالعيان ، ولكنّ أعواني من الحبشة قليل ، فانظرني حتى أكثر الأعوان ، وأليّن القلوب ولو استطيع أن آتيه لأتيته (١).
رسالة النجاشي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ثم كتب كتابا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله هذا نصه :
« بسم الله الرّحمن الرّحيم ؛ إلى محمّد رسول الله من النجاشي ، سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته ، الذي لا إله إلاّ هو ، الذي هداني إلى الإسلام.
أما بعد ، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فو ربّ السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا (٢) إنه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قرّبنا ابن عمك وأصحابك ، وأشهد أنّك رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين ، وقد بعثت إليك يا نبيّ الله فان شئت أن آتيك لفعلت يا رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّي أشهد أنّ ما تقول حق والسلام عليك ورحمة الله وبركاته » (٣)
ثم إن النجاشي بعث بهدايا خاصّة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد ذلك كتابين آخرين أيضا ، وكان في كلّ مرة يحترم كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقبّله ويضعه على عينيه.
ربما تصوّر بعض العارفين بأحوال الساسة في ذلك اليوم أن دعوة رسول الله صلىاللهعليهوآله لحكّام وشعوب العالم يومذاك كان أمرا خارج المألوف وعملا
__________________
(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢٤٨ ، الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٥٩.
(٢) الثفروق : الاقماع التي تلزق بالبسر.
(٣) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٩٤ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٩٢.