يقول علي بن إبراهيم في تفسيره : قالوا ( أي بني سليم لابي بكر ) : ما أقدمك علينا؟
قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أعرض عليكم الاسلام فان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم ، وعليكم ما عليهم ، وإلاّ فالحرب بيننا وبينكم.
فهدّده زعماء تلك القبيلة ـ وهم يباهون بكثرة رجالهم ومقاتليهم ـ بقتله وقتل من معه ، فارعب لتهديدهم وعاد بجماعته إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله رغم أن أفراده كانوا يصرّون على مقاتلة بني سليم تنفيذا لأوامر النبي صلىاللهعليهوآله !!
ولقد أزعجت عودة الجيش الاسلامي بهذه الصورة المهينة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأمر عمر بن الخطاب أن يتولى قيادة تلك المجموعة ويتوجه بها إلى « وادي اليابس » ، ففعل عمر ذلك.
ولكن العدوّ كان قد ازداد ـ هذا المرة ـ يقظة وتحسبا فكمن عناصره عند فم الوادي ، واختبئوا وراء الاحجار والاشجار بحيث يرون المسلمين ، ولا يراهم من المسلمين أحد.
ولهذا خرجوا على المسلمين بغتة عند ما حلّ الجيش الاسلامي بذلك الوادي ، وقابلوهم ببسالة وشجاعة ، فأمر قائد المجموعة الاسلامية أفراده بالانسحاب ، وعاد بهم إلى المدينة مهزوما مذعورا كسابقه ، فلقي من رسول الله صلىاللهعليهوآله ما لقيه صاحبه من قبل من الاستياء ، والكراهية.
وهنا قال عمرو بن العاص وكان من دهاة العرب وساسته الماكرين ، وقد كان يومئذ قريب عهد بالاسلام : ابعثني يا رسول الله إليهم ، فإن الحرب خدعة ، فلعلّي أخدعهم!
فانفذه رسول الله صلىاللهعليهوآله مع جماعة ووصّاه فلما صار إلى الوادي خرج إليه بنو سليم فهزموه ، وقتلوا من أصحابه جماعة!