« علي بن أبي طالب »!!
ويقول علي بن إبراهيم في تفسيره : « نزل جبرئيل على محمّد صلىاللهعليهوآله وأخبره بقصتهم ، وما تعاقدوا عليه وتواثقوا » (١).
غير أنّ شيخ الشيعة ومحققهم الكبير المرحوم « الشيخ المفيد » ( المتوفى عام ٤١٣ ه ) يقول : بأنّ أعرابيا جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأخبره باجتماع قوم من العرب بوادي الرمل (٢) للتآمر عليه ، وعلى الاسلام ، ( واضاف ) بأنهم يعملون على أن يبيّتوه بالمدينة (٣).
فرأى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يطلع المسلمين على هذا الأمر ، فأمر مؤذنه بان ينادي : الصلاة جامعة وهي جملة كان يراد منها اجتماع الناس للصلاة واستماع أمر مهمّ وذي بال.
فعلا مؤذن النبي صلىاللهعليهوآله مكانا مرتفعا ونادى : الصلاة جامعة ، فسارع المسلمون إلى الاجتماع في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ثم رقى النبيّ صلىاللهعليهوآله المنبر وقال في ما قال :
« أيّها الناس ، إنّ هذا عدوّ الله وعدوّكم قد عمل على أن يبيّتكم فمن لهم؟ ».
فانتدب جماعة أنفسهم لهذا الأمر ، وأمّر عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله أبا بكر ، فتوجه أبو بكر بتلك المجموعة إلى قبيلة « بني سليم » ، ولما سار بهم مسافة واجه أرضا خشنة وكانت قبيلة « بني سليم » تسكن في شعب واسع ، فلمّا أراد المقاتلون المسلمون ان ينحدروا إلى الشعب عارضهم بنو سليم وقاوموهم ، فلم ير قائد المجموعة بدّا من الانسحاب بمجموعته والرجوع بهم من حيث أتى!!
__________________
(١) تفسير علي بن ابراهيم : ج ٢ ص ٣٣٤ سورة العاديات.
(٢) يحتمل أن يكون وادى الرمل هو وادى اليابس نفسه. وذلك للمناسبة بين الوصفين.
(٣) الارشاد : ص ٨٦.