غيضهم على « محمّد » صلىاللهعليهوآله وأصحابه الذين قتلوا رجالا من قريش في بدر.
من هنا تركت « سارة » مكة بعد عامين وقدمت المدينة ، وعند ما عرف رسول الله صلىاللهعليهوآله بمجيئها إلى المدينة سألها : هل أسلمت؟ فقالت : لا ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : ولما أتيت إلى المدينة؟ فقالت : إنّي مولاتكم ، وقد أصابني جهد ، وأتيتكم أتعرّض لمعروفكم (١).
فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فكسيت وحملت وجهّزت.
ومع أن هذه المرأة قد شملها الاسلام بلطفه ورحمته ولكنها خانت النبي والمسلمين عند ما تطوّعت للقيام بعملية جاسوسية ضد الاسلام والمسلمين بأخذ كتاب « حاطب بن بلتعة » واخفائه في شعر رأسها لتبلغه الى قريش لقاء عشرة دراهم ، مفشية بذلك سرّا للمسلمين ، تضيع ـ على أثره ـ جهود النبي صلىاللهعليهوآله وتفشل خطته!!
ولما عرف رسول الله صلىاللهعليهوآله بهذا الأمر إثر خبر من السماء بعث ثلاث رجال من فرسانه الاشاوس هم علي والمقداد والزبير ، ليدركوا المرأة الخائنة ، على طريق مكة ويأخذوا منها ذلك الكتاب الذي يحذّر قريشا ممّا أجمع رسول الله صلىاللهعليهوآله عليه.
فخرج الرجال الثلاثة في طلبها مجدّين حتى أدركوها في منطقة تدعى « روضة الخاخ » (٢) فاستنزلوها ، وفتشوا عن الكتاب في رحلها فلم يجدوا شيئا ، فسألوها عنه فانكرت فقال لها علي عليهالسلام.
« إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا كذبنا ، ولتخرجنّ لنا هذا الكتاب أو لنكشفنّك » (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١٣٦ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٦٢ و ٣٦٣.
(٢) وقال ابن هشام : فادركوها بالخليقة ( ج ٢ ص ٣٩٩ ).
(٣) السيرة النبوية : ج ٤ ص ٤١ ، وذكر مؤلف الامتاع شخصين فقط هما الامام على والزبير ( ج ١ ص ٣٦٢ ).