قبيلة جهينة : ثمانمائة مع خمسين فرسا ، وأربعة ألوية.
قبيلة بني كعب : خمسمائة مع ثلاثة ألوية.
وكان بقية الجيش من قبائل غفار ، واشجع ، وبني سليم (١).
ويقول ابن هشام : كان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف من بني سليم سبع مائة ، ويقول بعضهم : ألف ، ومن بني غفار أربع مائة ، ومن أسلم أربع مائة ، ومن مزينة ألف وثلاثة مائة نفر ، وسائرهم من قريش ، والأنصار وحلفاءهم وطوائف العرب من تميم ، وقيس وأسد (٢).
ولتحقيق مبدأ المباغتة والكتمان وضعت جميع الطرق المؤدية إلى مكة تحت المراقبة الشديدة من قبل عناصر الحكومة الاسلامية ، كما روقب بشدة تردّد المارة والمسافرين بواسطة الحرس (٣).
وبينما كان جيش الاسلام يتهيأ للتحرك باتجاه مكة ، نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبره بأنّ أحد البسطاء من المسلمين أقدم على إرسال كتاب إلى قريش ، يخبرهم فيه بتوجّه النبي وأصحابه إلى مكة ، وأنّه أعطى ذلك الكتاب إلى امرأة تدعى « سارة » ـ وكانت مغنية من مغنيات مكة ـ لتوصله إلى مكة لقاء مال تقبضه.
ولقد كانت « سارة » ـ كما أسلفنا ـ مغنية بمكة ، تغنّي لأهل مكة ، وربما شاركت في مجالس العزاء في قريش أيضا ، وقد تعطّل عملها بعد معركة « بدر » ، ومقتل جماعة من رجال قريش ، ودخول الحزن في كل بيوت مكة ، فلم تعد تستطيع أن تغنّي وتطرب ، من ناحية ، ومن ناحية اخرى كان أبو سفيان قد أمر الناس بأن لا يبكوا ، ولا يقيموا المآتم والمناحات على قتلى بدر حتى لا يذهب
__________________
(١) المغازي : ج ٢ ص ٨٠٠ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٦٤.
(٢) السيرة النبوية : ج ٤ ص ٦٣.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١٣٠. وامتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٦١.