وسفك الدماء ومواجهة جنود الاسلام.
إن تحريضات هذه المرأة بالذات هي التي أشعلت نيران الحرب في « احد » ، تلك النيران التي كلّفت ، رسول الله صلىاللهعليهوآله سبعين شهيدا كان أبرزهم « حمزة » الذي بقرت تلك المرأة الفاسدة الفاجرة الحاقدة وبمنتهى القسوة والفضاضة بطنه ، وشقّت صدره ، واستخرجت كبده ، وقطعته بأسنانها نصفين.
لم يكن لرسول الله صلىاللهعليهوآله بدّ من أخذ هذا النوع من البيعة من هذه المرأة وأمثالها في مرأى ومسمع من الناس.
وقد تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله ما نزل من قوله تعالى من شروط البيعة عليهن ، فلما بلغ إلى قوله : « ولا يسرقن » نهضت هند ـ وكانت آنذاك متنقبة متنكرة ـ وقالت : إنّ أبا سفيان رجل ممسك والله إني كنت لأصبت من مال أبي سفيان الهنة بعد الهنة وما كنت أدري أكان ذلك حلالا أم لا؟
فنهض أبو سفيان وقال : ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال.
فعرف رسول الله صلىاللهعليهوآله من خلال هذا الحوار بين هند وأبي سفيان أن المتكلمة هي « هند » بنت عتبة فقال صلىاللهعليهوآله لها سائلا : « وانك لهند بنت عتبة »؟!
قالت : نعم ، فاعف عما سلف عفا الله عنك!
ولما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى قوله تعالى : « ولا يزنين » نهضت هند مرة اخرى وذكرت وهى تبرّئ نفسها من هذه الوصمة ، وذكرت جملة كشفت عن خبيئة نفسها من دون شعور.
فلقد قالت : يا رسول الله أو تزني الحرة؟!
لقد كان هذا الدفاع يعدّ ـ من منظار علم النفس ـ نوعا من كشف القناع عما في السريرة والافصاح عما في الضمير. وحيث إن هندا كانت تعرف أنها كانت فيما مضى تفعل مثل هذا ، وكانت واثقة من ان الناس عند سماع هذه