يحقد عليهم.
فلما التقى « خالد » بني جذيمة في أرضهم ، وجدهم قد أخذوا السلاح ، وتهيّأوا لقتاله فأمّنهم وقال لهم : ضعوا السلاح فان الناس قد أسلموا.
فرأى زعماء القوم ان يضع الناس السلاح ، ويسلّموا لجنود الاسلام ، ولكن رجلا من القوم أدرك بفطنته سوء نية خالد ، فقال لزعماء القبيلة : والله لا أضع سلاحي أبدا ، فما بعد وضع السلاح إلا الإسار ، وما بعد الإسار الاّ ضرب الاعناق!
ولكن بني جذيمة رفضت قوله ، وأخذت برأي أسيادها فوضعت السلاح ، وامّن الناس ، فأمر خالد جنوده فورا بان يكتّفوا رجال القبيلة ، وباتوا في وثاق.
فلما كان في السحر أمر بأن يقتل فريق منهم ، وأطلق سراح آخرين.
وعند ما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله نبأ هذه الجريمة النكراء غضب صلىاللهعليهوآله على خالد غضبا شديدا ، ودعا عليا من فوره ، وأعطاه مبلغا كبيرا من المال وأمره بالتوجه الى بني جذيمة ، وان يدفع دية من قتل أو جرح خالد من رجالهم ، وثمن كل ما خسروه أو فقدوه من أموالهم بدقة وعناية كاملتين.
فودى علي عليهالسلام لهم كل ما أصاب خالد ، حتى أنه ليدي ميلغة الكلب ( وهي الاناء الذي يلغ فيه الكلب ) حتى اذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلاّ ودّاه بقيت معه بقية من المال ، فدعا رؤساء تلك القبيلة المنكوبة وقال لهم : هل بقي لكم من دم أو مال لم يود لكم؟
فقالوا : لا.
فقال عليهالسلام : فاني اعطيكم هذه البقية من المال احتياطا لرسول الله صلىاللهعليهوآله ممّا يعلم ولا تعلمون.
ففعل ثم رجع الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاخبره الخبر فقال صلىاللهعليهوآله :