الرحمة الاسلامية :
١ ـ بعد أن أعاد النبي المسلمين الهاربين إلى ساحة المعركة فكرّوا على هوازن وهزموهم هزيمة قبيحة ، قالت أمّ سليم بنت ملحان للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله! ما رأيت هؤلاء الذي أسلموا وفرّوا عنك وخذلوك!! لا تعف عنهم اذا أمكنك الله منهم ، تقتلهم كما تقتل هؤلاء المشركين!
فقال صلىاللهعليهوآله : يا أم سليم! قد كفى الله ، عافية الله أوسع (١).
وهكذا نجد رسول الله صلىاللهعليهوآله يعفو عن أصحابه الهاربين الذين خذلوه في تلك الموقعة.
٢ ـ حنق المسلمون على المشركين في وقعة حنين فقتلوهم حتى اخذوا في قتل الذرية ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما بال أقوام ذهب بهم القتل حتى بلغ الذرية! ألا لا تقتل الذرية.
فقال اسيد بن الحضير : يا رسول الله أليس إنما هم أولاد المشركين!
فقال : أو ليس خياركم أولاد المشركين؟! كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها ، وأبواها يهوّدانها أو ينصّرانها (٢).
__________________
(١) و (٢) امتاع الاسماع : ج ١ ص ٤٠٩.