في الحجاز بخصبها ، وكثرة محاصيلها وخيراتها ، لأن أهلها كانوا يجهدون كثيرا في تنمية نخيلهم وأعنابهم ورعايتها ، ويولون الحفاظ عليها اهتماما كبيرا ، ويعطون هذا الأمر القسط الاكبر من جهودهم.
فأعلن رسول الله صلىاللهعليهوآله لتهديد المتمردين اللاجئين إلى الحصن ، والمعتصمين به ، بأنه سيعمد إلى قطع أعناب ثقيف ، وإفناء مزارعها إذا واصل المعتصمون بالحصن مقاومتهم ولم يسلموا للمسلمين.
فلم يكترث العدو بهذا التهديد لأنه لم يك يتصور أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو النبي الذي عرف برحمته ورافته ـ يستخدم مثل هذه الطريقة.
وفجأة وجدت « ثقيف » أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أصدر أوامره بقطع الأعناب ، واتلاف المزارع وتحريقها ، فوقع المسلمون فيها يقطعون ويحرقون.
فعجّت « ثقيف » لذلك وضجّت ، واستغاثت برسول الله صلىاللهعليهوآله وأقسمت عليه بالرحم والقرابة أن يكف عن ذلك ، فتركها رسول الله صلىاللهعليهوآله احتراما لوشيجة القربى التي كانت بينه وبين « ثقيف ».
ان المعتصمين بحصن الطائف وان كانوا من مثيرى معركة حنين والطائف ، وتانك الغزوتان اللتان كلّفتا رسول الله صلىاللهعليهوآله الكثير من الخسائر والمتاعب غير أنه صلىاللهعليهوآله قبل مع ذلك التماس العدو وطلبه هذا ، فابدى وللمرة الاخرى وجه الاسلام الرحيم وكشف عن إنسانيته في التعامل مع العدوّ اللدود في ميدان القتال ، وأمر أصحابه بالكف عن قطع الاعناب وتحريقها.
ثم إن مع ما نعرفه ونعهده من أخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآله وأساليبه الانسانية في مجال التعامل مع العدوّ ، يمكننا أن ندرك بسرعة أن الامر بقطع الاعناب وتحريق المزارع كان مجرد تهديد ومحاولة ضغط على العدو بحيث إذا لم تنجح هذه الطريقة معه لكفّ عنها رسول الله صلىاللهعليهوآله حتما.