هذا الاساس كان يقضي على الكثير من المؤامرات في مهدها.
ولقد بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله أن ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت « سويلم » اليهودي ، ويخطّطون لتثبيط المسلمين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذه الغزوة ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله « طلحة بن عبيد الله » في نفر من أصحابه لإرهاب اولئك المتآمرين حتى يكفّوا عن التآمر ، وأمره بأن يحرّق عليهم بيت « سويلم ». ففعل طلحة ذلك إذ اقتحم البيت بغتة ، وهم يخطّطون ، ويدبّرون مؤامرة ، واحرق البيت ، ففرّوا وسط ألسنة اللهب ، وأعمدة الدخان ، وافلتوا ، وانكسرت رجل أحدهم حين الفرار.
وقد كان هذا الاجراء مفيدا في ردع المنافقين المشاغبين عن العودة إلى مثلها حتى قال أحد رءوسهم وهو « الضحّاك بن خليفة » :
كادت وبيت الله نار محمّد |
|
يشيط بها الضحّاك وابن أبيرق |
وظلت وقد طبّقت كبس سويلم |
|
أنوء على رجلي كسيرا ومرفقي |
سلام عليكم لا أعود لمثلها |
|
أخاف ومن تشمل به النار يحرق (١) |
٣ ـ البكّاءون : لقد أتى رجال من المسلمين رسول الله صلىاللهعليهوآله كانوا يرغبون في الخروج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى هذه الغزوة ، وطلبوا منه ما يحملهم عليه من دابّة فقد كانوا أهل حاجة فقراء ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« لا أجد ما أحملكم عليه ».
فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ، ألاّ يجدوا ما ينفقون.
فاذا كان بين أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله رجال نافقوا ، وتركوا الخروج مع رسول الله متعلّلين بالأعذار السخيفة ، فقد كان إلى جانب ذلك أيضا من كان يبكي بكاء مرّا لعدم تمكّنه من المشاركة في الجهاد المقدس حتى عرفوا
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٥١٧.