الاحكام ، ويبين لهم الحلال والحرام ، وإلى أهل نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم ، فقال علي عليهالسلام بتواضع بالغ :
« يا رسول الله تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء » أي ما فعلته قبل هذا.
فضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده في صدر عليّ عليهالسلام وقال :
« اللهم اهد قلبه وثبّت لسانه ».
ثم قال صلىاللهعليهوآله :
« يا عليّ لا تقاتلنّ أحدا حتى تدعوه وأيم الله لئن يهدي الله على يديك رجلا خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي ».
ثم أوصاه صلىاللهعليهوآله بوصايا أربع هامة إذ قال :
يا علي أوصيك :
١ ـ بالدّعاء فإن معه الإجابة.
٢ ـ وبالشكر فانّ معه المزيد.
٣ ـ وإيّاك أن تخفر عهدا أو تعين عليه.
٤ ـ وأنهاك عن المكر ، فانه لا يحيق المكر السيّئ إلاّ بأهله ، وأنهاك عن البغي ، فانه من بغي عليه لينصرنه الله ».
ولقد بقي علي عليهالسلام يقوم بالقضاء طيلة ايام اقامته في اليمن بصورة عجيبة محيّرة ، وقد دونت اكثر اقضيته في كتب التاريخ والحديث.
هذا ويروي « البراء بن عازب » وكان من الذين صحبوا عليا عليهالسلام في سفره هذا الى اليمن انه لما انتهى علي عليهالسلام ومن معه إلى أوائل أهل اليمن ، وبلغ القوم الخبر ، فخرجوا إليه صفّ عليّ عليهالسلام الجنود الذين كانوا