للمشاركة في مراسم الحج خرج هو وجنوده وقد ساق معه (٣٤) هديا للمشاركة في الحج ، واصطحب حللا من بزّ اليمن وحريرها قد أخذها من اهل نجران وهي الجزية التي تقرّر دفعها الى النبي صلىاللهعليهوآله .
ولقد تعجل عليّ عليهالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله واستخلف على جنده الذين خرجوا معه إلى الحج رجلا من أصحابه لقيادتهم حتى مكة ، فالتحق برسول الله ولقيه على مشارف مكة فسر رسول الله صلىاللهعليهوآله به ، وبما أحرزه من نجاحات في مهمته التي بعثه بها إلى أرض اليمن ، وقد أخبر بها النبي صلىاللهعليهوآله على وجه التفصيل.
فلما فرغ من بيان اخبار سفره قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : انطلق فطف بالبيت ، وحلّ كما حلّ أصحابك.
فقال علي : يا رسول الله إني اهللت كما أهللت.
فسأله النبي صلىاللهعليهوآله عن كيفية إهلاله ساعة أحرم للحج فقال علي عليهالسلام : يا رسول الله إني قلت حين أحرمت : اللهم إني اهلّ بما أهلّ به نبيّك وعبدك ورسولك محمّد صلىاللهعليهوآله .
قال النبي وقد أخبره بانه يشاركه في الحكم ما دام أهلّ بهذه الكيفية : فهل معك هدي؟
قال علي : نعم وهو يشير إلى الهدي الذي ساقه معه من اليمن.
فاشركه رسول الله صلىاللهعليهوآله في الحكم ، وثبت على إحرامه مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى فرغا عن الحج ونحر رسول الله صلىاللهعليهوآله الهدي عن نفسه ، كما نحر علي هديه أيضا (١).
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر عليا عليهالسلام بأن يرجع إلى جنوده الذين فارقهم ، ويصطحبهم الى مكة ، فلما رجع علي عليهالسلام إليهم
__________________
(١) الارشاد : ص ٩٢ ، ان هذا يدل على أن النية الاجمالية كافية ولا يلزم وقوف الناوى على تفاصيل العمل وجزئياته.