دلالة ومفادا ، وبعبارة اخرى الاستعانة في تفسير آية بآية اخرى.
إن هذه الطريقة لا تختصّ بتفسير آيات القرآن بل تنسحب على الأحاديث والروايات الاسلامية أيضا اذ يمكن رفع الاجمال عن حديث بحديث مشابه ، لأن القادة الكبار يتحدثون في موضوع مهمّ وخطير بصورة مؤكدة ومكررة لا تتشابه ولا تتحد في دلالتها ، فقد تكون دلالتها على الآية واضحة وقد يكون بيان المقصود فيها بالاشارة والكناية حسب المقتضيات.
قلنا ان النبي صلىاللهعليهوآله طلب من اصحابه وهو في فراش المرض دواة وصحيفة ليملي عليهم شيئا لا يضلّون بعده أبدا ثم تسبب التنازع الذي حدث بين الحاضرين في ان ينصرف من كتابة ما اراد.
يمكن أن يسأل سائل : ما ذا كان يريد رسول الله صلىاللهعليهوآله كتابته في ذلك الكتاب.
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة لأنه مع أخذ الأصل الذي ذكرناه في مطلع البحث بنظر الاعتبار يجب القول بأن هدف النبي لم يكن الاّ تعزيز الوصيّة ودعم خلافة الامام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وامرته والتأكيد على لزوم اتباع اهل بيته الذي صرح به النبي صلىاللهعليهوآله في الغدير وغيره.
وهذا المطلب يستفاد من حديث الثقلين المتفق عليه بين محدثى السنة والشيعة ، لأن النبي صلىاللهعليهوآله قال في شأن الكتاب الذي نوى كتابته : انه يبتغي كتابة شيء لا يضلون بعده ابدا. وقد جاءت هذه العبارة بعينها في حديث الثقلين اذ يقول رسول الله صلىاللهعليهوآله معتبرا عدم الضلال بعده معلولا لاتباع الكتاب والعترة اذ قال :
« إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).
__________________
(١) صحيح الترمذي : ج ٥ ص ٣٢٨ ح ٣٨٧٤ جامع الاصول : ج ١ ص ١٨٧ راجع المراجعات : المراجعة ٨.