الناس إلىّ » ولم يكن ذلك سوى عليّ عليهالسلام.
ولما فرغ « علي » من تغسيل النبي صلىاللهعليهوآله كشف الازار عن وجهه صلىاللهعليهوآله وقال والدموع تنهمر من عينيه الشريفتين :
« بأبي أنت وأمّي طبت حيّا وطبت ميتا ، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواك من النبوة والانباء. ولو لا أنّك أمرت بالصبر ، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك ماء الشؤون ولكان الداء مماطلا ، والكمد محالفا وقلاّ لك ، ولكنّه ما لا يملك ردّه ولا يستطاع دفعه! بأبي أنت وامّي اذكرنا عند ربك ، واجعلنا من بالك؟ » (١).
ثم ان الامام أمير المؤمنين « علي بن أبي طالب » عليهالسلام كان أوّل من صلّى على جثمان رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم صلّى عليه المسلمون جماعة جماعة ، ثم تقرر دفنه صلىاللهعليهوآله في حجرته المباركة.
فقام أبو عبيدة الجراح وزيد بن سهل بحفر قبر له صلىاللهعليهوآله وإعداده ثم دفن صلىاللهعليهوآله في تلك الحفرة على يد أمير المؤمنين علي عليهالسلام يساعده في ذلك الفضل والعباس.
وهكذا غربت شمس أعظم شخصية غيّرت مسار التاريخ البشري بتضحياته الكبرى وجهوده المضنية ، واعظم رسول الهي فتح امام الانسانية صفحات جديدة ومشرقة من الحضارة والمدنية.
ولكن ظهرت على الساحة برحيله مشكلات عديدة كان لها أثر في استمرار رسالته ، ومواصلة أهدافه التي من أهمها مسألة الخلافة وموضوع القيادة في المجتمع الاسلامي وقد بدت بعض بوادر الاختلاف في الاوساط الاسلامية حتى قبل رحيله.
غير أن هذا القسم وإن كان قسما مهما وخطيرا من تاريخ الاسلام ، فهو
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة رقم ٢٣٥.