الامامية ) ويدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا امثل به فيمثل الله بي وان كنت نبيا » (١).
وتلك لفتة انسانية أخرى من لفتات النبيّ العظيم الكثيرة في المعارك.
وقد كان في الاسارى أبو العاص بن الربيع زوج ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله : زينب.
وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة ، وقد تزوّج بزينب ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله في الجاهلية.
ولما جاء الاسلام آمنت خديجة برسول الله صلىاللهعليهوآله وآمنت بناته ، ( ومنهن زينب ) كذلك وشهدن أن ما جاء به الحق ، ودنّ بدينه ، وثبت أبو العاص على شركه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يقدر على أن يفرّق بينهما.
وقد اشترك أبو العاص هذا في معركة بدر مع قريش ، وأسر بأيدي المسلمين.
فلمّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة قد أهدتها إليها ليلة دخول أبي العاص بها ( ليلة زفافها ).
فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله تلك القلادة تذكّر زوجته الوفية خديجة عليهاالسلام وما اسدته الى الاسلام من خدمات وقدمته من تضحيات ، وبكى بكاء شديدا.
فالتفت الى المسلمين وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٦٤٩ ، والمغازي : ج ١ ص ١٠٧ يقول صاحب المغازي في صفحة ١٠٥ من نفس الجزء : كان عمر ( رض ) يحض على قتل الاسرى لا يرى أحدا في يديه أسير إلا امر بقتله!!