[ ٧٩٩١ ] ٢ ـ محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن معلّى بن خنيس ، قال : خرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) في ليلة قد رشت (١) ، وهو يريد ظلّة بني ساعدة ، فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء فقال : « بسم الله اللهم اردده علينا » . فاتيته فسلّمت عليه ، فقال : « معلّى » قلت : نعم جعلت فداك ، قال : « التمس بيدك فما وجدت من شيء فادفعه إليّ » فإذا أنا بخبز كثير منتشر ، فجعلت أدفع إليه الرغيف والرغيفين ، وإذا معه جراب أعجر (٢) من خبز ، قلت : جعلت فداك أحمله عليّ ، فقال : « أنا أولى به منك ، ولكن أمض معي » فأتينا ظلّة بني ساعدة ، فإذا نحن بقوم نيام ، فجعل يدسّ الرّغيف والرّغيفين ، حتّى أتى على آخرهم ، حتّى إذا انصرفنا ، قلت له : يعرف هؤلاء هذا الأمر ؟ قال : « لا ، لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدّقة ـ وهو الملح ـ إن الله لم يخلق شيئاً إلّا وله خازن يخزنه ، إلّا الصّدقة فإنّ الرّب تبارك وتعالى يليها بنفسه ـ إلى أن قال ـ قال ( عليه السلام ) : أنّ صدقة اللّيل تطفىء غضب الرّب ، وتمحو الذّنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النّهار تنمي المال ، وتزيد في العمر » .
__________________________
٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٧ ح ١١٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٧ ح ٤٨ .
(١) الرش : المطر القليل ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٠٣ ) .
(٢) كيس أعجر : هو الممتلىء ( لسان العرب ج ٤ ص ٥٤٣ ) ، و « أعجر من خبز » في المصدر : وأعجز عن حمله .