الله تعالى سبق إليكم جزاء ، والجزاء من الله غرف في الجنّة ، تضاهي غرف إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، فمن كان منكم يواسي هذا الفقير ؟ فقال فلم يجبه أحد ، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يصلّي ركعات التّطوّع كانت له دائماً ، فأومأ إلى الإِعرابي بيده ، فدنا منه فوقع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته ، فأخذه الاعرابي وانصرف ، وهو يقول : ـ وذكر أبياتاً ـ ثم إن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) اتاه جبرئيل ونادى : السّلام عليك يا محمد ، وربّك يقرئك السّلام ، ويقول لك : إقرأ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ـ إلى قوله ـ الْغَالِبُونَ ) فعند ذلك قام النّبي ( صلى الله عليه وآله ) على قدميه ، وقال : « معاشر المسلمين ، أيّكم اليوم عمل خيراً حتّى جعله الله وليّ كلّ من آمن » ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما فينا من عمل خيراً سوى ابن عمّك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنّه تصدّق على الاعرابي بخاتمه وهو يصلّي . . . . الخبر .
ورواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : مثله ، وفي لفظه : أنّ الصّحابة لمّا رأوا ذلك ، فكلّ من كان عنده خاتم أعطاه ، حتّى روي أنّه اجتمع عنده أربعمائة خاتم .
[ ٨١٨٩ ] ٩ ـ السّيد هاشم في غاية المرام : عن عمّار السّاباطي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الخاتم الّذي تصدق به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة ، وفصّه خمسة مثاقيل وهو من ياقوته حمراء ، وثمنه خراج الشّام ، وخراج الشّام
__________________________
(١) المائدة ٥ : ٥٥ ـ ٥٦ .
(٢) تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٧٥ .
٩ ـ غاية المرام :