.................................................................................................
______________________________________________________
ما عليه؟ فقال : إن كان خطأً أطرح واحداً واعتدّ بسبعة» (١) فإنها بالمنطوق يدل على الصحة في صورة الخطأ وبالمفهوم يدل على البطلان في صورة العلم وعدم الخطأ.
ثم إن جماعة صرّحوا باستحباب إضافة ستة أشواط في خصوص هذه الصورة وهي ما إذا سعى سهواً ثمانية أشواط ليكون المجموع أربعة عشر شوطاً ، ويدلُّ عليه صحيح محمد بن مسلم الذي رواه الشيخ بطريقين صحيحين عن أحدهما (عليهما السلام) في حديث قال : «وكذلك إذا استيقن أنه طاف بين الصفا والمروة ثمانية فليضف إليها ستة» (٢) ورواها الصدوق أيضاً بإسناده إلى محمد بن مسلم (٣) ولكن قد عرفت غير مرّة أنّ طريقه إليه ضعيف ، وفي ما رواه الشيخ غنى وكفاية ، هذا.
ولكن صاحب الحدائق استشكل في هذه الصحيحة بوجهين :
الأوّل : أن السعي ليس مثل الطّواف والصلاة عبادة برأسها تقع مستحبة أو واجبة فما فائدة هذه الإضافة بعد عدم ثبوت الاستحباب النفسي للسعي.
الثاني : أن اللّازم من إضافة الستة وجعل المجموع سعيين كاملين ، كون الابتداء في الطّواف الثاني من المروة والختم بالصفا ، وهذا خلاف المعهود والمتسالم والمصرّح به في الروايات من لزوم البدأة بالصفا والختم بالمروة في السعي ، فالعمل بهذه الصحيحة مشكل (٤).
وأورد عليه صاحب الجواهر بأنّ ما ذكره اجتهاد في مقابل النص (٥).
ولقد أجاد (قدس سره) فإنّ السعي وإن لم يكن مستحبّاً في نفسه في غير هذا المورد ، ولكنه ليس بأمر منكر عقلي غير قابل للتخصيص ، فيمكن الحكم باستحبابه
__________________
(١) الوسائل ١٣ : ٤٩١ / أبواب السعي ب ١٣ ح ٣.
(٢) الوسائل ١٣ : ٤٩١ / أبواب السعي ب ١٣ ح ٢. التهذيب ٥ : ٤٧٢ / ١٦٦١ ، الاستبصار ٢ : ٢٤٠ / ٨٣٥.
(٣) الفقيه ٢ : ٢٥٧ / ١٢٤٧.
(٤) الحدائق ١٦ : ٢٨١.
(٥) الجواهر ١٩ : ٤٣٣.