.................................................................................................
______________________________________________________
ويؤيد ذلك بعدة من الروايات الضعيفة.
منها : رواية إبراهيم الكرخي «في رجل قدم بهديه مكة في العشر ، فقال : إن كان هدياً واجباً فلا ينحره إلّا بمنى ، وإن كان ليس بواجب فينحره بمكة إن شاء» (١) وهي ضعيفة بإبراهيم الكرخي.
ومنها : رواية عبد الأعلى ، قال : «قال أبو عبد الله (عليه السلام) لا هدي إلّا من الإبل ، ولا ذبح إلّا بمنى» (٢) وهي أيضاً ضعيفة بعبد الأعلى فإنه مشترك بين الثقة والضعيف ، فان عبد الأعلى اسم لعبد الأعلى بن أعين العجلي الثقة بشهادة الشيخ المفيد وعلي بن إبراهيم القمي ، وكذلك اسم لعبد الأعلى بن أعين مولى آل سام الذي لم تثبت وثاقته ، بل الظاهر أن الراوي في هذه الرواية هو عبد الأعلى غير الثقة بقرينة رواية أبان عنه في هذه الرواية وغيرها من الروايات. واحتمل بعضهم اتحاد عبد الأعلى مولى آل سام مع عبد الأعلى بن أعين العجلي الثقة (٣) ويدلُّ على الاتحاد ما في رواية الكليني والشيخ من التصريح بأن عبد الأعلى بن أعين هو عبد الأعلى مولى آل سالم (٤).
والجواب : أن غاية ما يثبت بذلك أن والد كل منهما مسمّى بأعين ، ومجرّد ذلك لا يكشف عن الاتحاد ، ويكشف عن التعدّد أن الشيخ عدّ كُلّاً منهما مستقلا من أصحاب الصادق (عليه السلام) (٥).
ومنها : رواية مسمع عن أبي عبد الله (عليه السلام) «منى كله منحر ، وأفضل المنحر كله المسجد» (٦) والدلالة واضحة ، فإن المستفاد منها المفروغية عن كون منى مذبحاً وأنه لا يختص المذبح بمكان خاص من منى ، ولكن السند ضعيف بالحسن اللؤلؤي ، فإنه الحسن بن الحسين ، فإنه وإن كان ممن وثقة النجاشي (٧) ولكن يعارض توثيقه
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ٨٨ / أبواب الذبح ب ٤ ح ١.
(٢) الوسائل ١٤ : ٨٨ / أبواب الذبح ب ٤ ح ٦.
(٣) راجع معجم الرجال ١٠ : ٢٧٦.
(٤) الكافي ٥ : ٣٣٤ / باب فضل الابكار ح ١ ، التهذيب ٧ : ٤٠٠ / ١٥٩٨.
(٥) رجال الطوسي : ١٤٢ / ٢٣٥ ، ٢٣٧.
(٦) الوسائل ١٤ : ٩٠ / أبواب الذبح ب ٤ ح ٧.
(٧) رجال النجاشي ٤٠ / ٨٣.