كما ترى (١) ، سيما إذا لوحظ هذا (٢) مع ما عليه العبادات من الاختلاف الفاحش بحسب الحالات.
(ثالثها) أن يكون وضعها كوضع الاعلام الشخصية ـ كزيد ـ (٣)
______________________________________________________
القراءة مثلا عند اجتماع تمام الأجزاء والشرائط ـ كما في صلاة المختار ـ ، وهذا الإشكال غير الإشكال المتقدم ، لأنّ ما قبله ناظر إلى العلم بدخل شيءٍ واحد في المسمى بحسب حالة وعدم دخله فيه بحسب أُخرى ، وهذا ناظر إلى الجهل بالمعظم فيما إذا اجتمعت الأجزاء والشرائط.
(١) لأنّ التردد والجهل خلاف حكمة الوضع وهي إفهام الأغراض ، فإنّ تعين الموضوع له والعلم به معتبر في إفهامها.
(٢) أي : التبادل ، يعني : أنّ إشكال التردد مما لا محيص عنه ـ بناءً على اختلاف حالات المكلف الموجبة لاختلاف الصلاة كمّاً وكيفاً ـ ومع هذا الاختلاف تتغير ذاتيات المسمى الّذي هو الجامع بين الأفراد ، مع أنّ الذاتيات لا تتغير ولا تتبدل.
(٣) توضيحه : أنّه يمكن أن يكون وضع ألفاظ العبادات كوضع الاعلام الشخصية في عدم قدح تبادل الحالات في التسمية ، فكما أنّ ـ زيداً ـ مثلاً إذا وضع لشخص لا يقدح في تسميته به تبادل حالاته المختلفة كصغره وكبره وفقره وغناه وصحته ومرضه وغير ذلك من الحالات المتبادلة ، فكذلك ألفاظ العبادات بالنسبة إلى مسمياتها ، فيكون المسمى بلفظ الصلاة مثلا كالمسمى بلفظ ـ زيد ـ فكما لم يقدح اختلاف حالات مسماه في تسميته به كذلك لا يقدح اختلاف مسمى الصلاة بحسب اختلاف حالات المكلف من السفر والحضر والقدرة والعجز ونحوها في تسميته بها في عدم قدح اختلاف الصلاة بحسب اختلاف حالات المكلف من السفر والحضر والصحة والمرض وغير ذلك في التسمية.