الخارجية ، لكونها (١) على هذا (٢) كليات عقلية (٣) ، والكلي العقلي لا موطن له إلّا الذهن ، فالسير والبصرة والكوفة في ـ سرت من البصرة إلى الكوفة ـ لا يكاد يصدق على السير والبصرة والكوفة ، لتقيّدها (٤) بما اعتبر فيه القصد ، فتصير عقلية (٥) ، فيستحيل انطباقها (٦) على الأُمور الخارجية ، وبما حققناه (٧) (*)
______________________________________________________
بالمعنى المتقدم لا بمعناه المصطلح ، ومن المعلوم : امتناع انطباق المقيد بقيد ذهني على الخارجيات ، فالأمر بالسير في المثال يصير ممتنع الامتثال ، فالمراد بقوله : «معاني المتعلقات» هي معاني الأسماء والأفعال.
(١) أي : لكون معاني المتعلقات.
(٢) أي : على تقدير دخل اللحاظ الآلي في المعاني الحرفية ، لما عرفت من صيرورتها قيوداً للمعاني الاسمية ، فاللحاظ الآلي يصير أيضا قيداً للمعاني الاسمية ، لكون قيد القيد قيداً.
(٣) قد عرفت أنّ المراد بالكلي العقلي هنا غير معناه المصطلح.
(٤) أي : لتقيّد السير والبصرة والكوفة بالمعنى الحرفي الّذي اعتبر فيه القصد الآلي ، فالمراد ب ـ ما ـ الموصولة في قوله : «بما اعتبر» المعنى الحرفي.
(٥) يعني : فيصير السير وأخواه كلّيات عقلية ، لما عرفت من كون قيد القيد قيداً ، فإنّ اللحاظ الآلي قيد لمعنى الحرف الّذي هو قيد للمعنى الاسمي.
(٦) أي : انطباق السير وأخويه.
(٧) من أنّ المعنى بنفسه في كل من الاسم والحرف كلي طبيعي قابل للصدق على كثيرين ، وبلحاظ تقيده باللحاظ الآلي أو الاستقلالي جزئي ، لكون الشيء ما لم يتشخص لم يوجد ، ولمّا كان هذان اللحاظان من شئون الاستعمال فلا تنثلم بهما كلية المعنى ، ولذا قلنا : إنّ الموضوع له في كل من الاسم والحرف كالوضع عام.
__________________
(*) ثم إنّه قد انقدح بما ذكرنا : أنّ المعنى بما هو هو معنى اسمي