حقيقة إذا كان متلبساً بالضرب في الأمس في المثال الأوّل (١) ومتلبساً به في الغد في الثاني (٢) ، فجرى المشتق حيث كان بلحاظ حال التلبس (٣) وان مضى زمانه في أحدهما (٤) ولم يأت (٥) بعدُ في آخر (٦) كان حقيقة (٧) بلا خلاف ، ولا ينافيه (٨) الاتفاق على أنّ مثل ـ زيد ضارب غداً ـ مجاز
______________________________________________________
الجري ، فهو محل الخلاف ، وأنّ استعماله هل هو على نحو الحقيقة أم المجاز؟.
والمتحصل مما ذكرنا : أنّ العبرة في كون استعمال المشتق حقيقة أو مجازاً إنّما هي بحال التلبس دون غيره ، فإن كان الجري بلحاظه بأن اتحد زمانهما كان حقيقة ، سواء كانا ماضيين أم مستقبلين أم حالين ـ أي متحدين مع زمان التكلم ـ وإلّا فإن كان الجري فعلاً والتلبس مستقبلا كان مجازاً بلا خلاف ، وإن كان الجري فعلا والتلبس ماضياً كان محلا للخلاف ، وأنّ استعمال المشتق حينئذٍ حقيقة أو مجاز.
والحاصل : أنّ المراد بالحال في عنوان المسألة هو حال التلبس لا زمان النطق ولا زمان الجري.
(١) وهو قوله : ـ كان زيد ضارباً أمس ـ.
(٢) أي : في المثال الثاني ، وهو قوله : ـ سيكون غداً ضارباً ـ.
(٣) وهو اتصاف الذات بالمبدإ.
(٤) وهو المثال الأوّل.
(٥) أي : لم يأت زمان التلبس بالمبدإ.
(٦) أي : في المثال الآخر ، وهو ـ سيكون غداً ضارباً ـ ، والأولى أن يقال :
«في الآخر» كما في جملة من النسخ.
(٧) أي : من دون حاجة إلى تصرف وعناية.
(٨) أي : ولا يُنافي كون الإطلاق باعتبار حال التلبس في المثالين المزبورين