خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما ، ثم يكون نطفة مثل ذلك ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه الملك بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا. قال : وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها ، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها» (١).
أنشدنا شيخنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ من لفظه وحفظه ، قال : أنشدنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي ، وكان من الصالحين ، لبعضهم :
تعرّضت الدّنيا بلذة مطعم |
|
وزينة موشيّ وريّق رائق |
أرادت سفاها أن تموّه قبحها |
|
على فكر خاضت بحار الدّقائق |
فلا تخدعينا بالسّراب فإننا |
|
قتلنا نهاها في طلاب الحقائق |
وأنشدنا أيضا ، قال : أنشدنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن عليّ السّراج لبعضهم :
سررت بهجرك لمّا علمت |
|
بأنّ لقلبك فيه سرورا |
ولو لا سرورك ما سرّني |
|
ولا كان قلبي عليه صبورا |
ولكن أرى كلّ ما ساءني |
|
إذا كان يرضيك سهلا يسيرا |
سألت الشّيخ أبا أحمد ابن سكينة عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الجمعة عاشر شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الاثنين العشرين من شهر ربيع الآخر من سنة سبع وست
__________________
(١) حديث زيد بن وهب عن ابن مسعود في الصحيحين : البخاري في بدء الخلق ٤ / ١٣٥ (٣٢٠٨) ، وفي خلق آدم ٤ / ١٦١ (٣٣٣٢) ، وفي القدر ٨ / ١٥٢ (٦٥٩٤) ، وفي التوحيد ٩ / ١٦٥ (٧٤٥٤) ، ومسلم في القدر ٨ / ٤٤ (٢٦٤٣) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢١٣٧).