وحج الشريف أبو طالب بالناس تلك السنة ، وتخلف والده الشريف حسن بالبردان (١) ـ من أرض الشرق ـ ودعي لهما على المنابر ـ.
[عمارة مولد النبي صلىاللهعليهوسلم]
وفي هذه السنة (٢) أمر مولانا السلطان محمد بن مراد خان بعمارة مولد النبي صلىاللهعليهوسلم على يد شخص من الأروام يقال له غضنفر أغا ، فأنفق عليه جملة من المال فرفع جدران المحل ، وبنى بأعلاه قبة عظيمة ، ومنارة ، وأوقف عليه وقفا بالديار الرومية ، ورتب له مؤذنا ، وخادما وإماما ، وجعل لكلّ شيئا معينا يحمل إليهم كل عام (٣).
ثم جعلت لهم السلطنة مدرسا بمعلوم يدرس في يومين من أيام الأسبوع بالمحل المذكور ، وأمام ذلك المحل في زمننا هذا (٤) مولانا السيد
__________________
(١) البردان : مواضع كثيرة منها : عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة وبها عينان ، البردان وتنضب. والبردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة ، والبردان ماء لنصر بن معاوية بالحجاز ، وماء بنجد لبني عقيل بن عامر. قال البلادي : والبردان الأول يعرف اليوم بعين المضيق لوقوعها في مضيق نخلة الشامية ، أما تنضب فتعرف اليوم بالتعريف التنضب. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٣٧٥ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ١٧٩ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٠١.
(٢) أي سنة ١٠٠٩ ه.
(٣) أضاف صاحب الأرج المسكي علي بن عبد القادر الطبري ورقة ٢٣ «من مغلات الوقف». وانظر هذه الأخبار في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٠٩ ه ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ١٨٩. هذا وقد هدم هذا البناء وبني بدلا منه مكتبة.
(٤) أي زمن المؤلف.