[سيل عام ٩٨٣ ه]
وفي سنة ٩٨٣ تسعمائة / وثلاث وثمانين :
دخل الحرم سيل عظيم (١) ليلة الأربعاء عاشر جمادى الأولى ، وملأ المطاف ، وبلغ حد القفل (٢) ، وبقي الماء واقفا يوما وليلة لموجب الطين والتراب الكائن بسبب عمارة المسجد ، وتعطلت الجماعة سبعة أوقات.
فبادر ناظر الحرم (الشريف القاضي) (٣) حسين المالكي ، والمعمار أحمد بيك المذكور ، والفقهاء ، والأعيان إلى تنظيفه ، وغسلت الكعبة ظاهرا وباطنا (٤).
فشرع (٥) المعمار المذكور بعد تنظيف الحرم في قطع مسيل وادي
__________________
(١) وحول سيول مكة التي وقعت فيما بين عامي ٨٨ ـ ١٣٥٠ ه ، انظر الملحق الذي وضعه المحقق رشدي صالح ملحس في آخر كتاب أخبار مكة ٢ / ٣١٠ ـ ٣٢٦.
(٢) سقطت من (ب) ، (ج).
(٣) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «والشريف والقاضي» وهو خطأ.
(٤) انظر خبر هذا السيل في : النهروالي ـ الاعلام ٤١٢ ، القطبي ـ اعلام العلماء ١٢٨ ، الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٨٣ ه.
(٥) في النهروالي ـ الاعلام ٤١١ ، ٤١٢ ، والقطبي ـ اعلام العلماء ١٢٨ : أن سبب هذه العمارة والتي تعتبر من جملة تعمير الحرم الشريف أن الأرض خارج المسجد الحرام من الجانب الجنوبي الذي مجرى السيل قد علت وامتلأ المسيل كله إلى أسفل مكة بالتراب إلى أن لم يبق للدخول إلى المسجد الحرام من الأبواب التي في تلك الجهة إلا نحو ثلاث درجات بعد أن كانت خمس عشرة درجة يصعد منها إلى أن يدخل من الباب إلى المسجد ، وكان هذا السيل كل عشرة سنوات يقطع ويحمل ترابه إلى خارج البلد من جهة المسفلة ، فغفل عنه نحو ثلاثين سنة فعلت الأرض وصارت السيول كلما جاءت تدخل إلى الحرم وتملؤه بالطين والوحل إلى أن كان سيل سنة ٩٨٣ ه.