[وصول الرجبية عام ٨٤٠ ه]
وفي سنة ٨٤٠ ثمانمائة وأربعين :
وصلت الرجبية (١) ، وصحبتها (٢) مباشر (٣) جدة سعد الدين بن المرة ، والأمير جانبك (٤) ، فتحدث مع ابن المرة في أمر جدة وصحبتهم
__________________
(١) في (ب) ، (ج) «الوجبية» ، وهو خطأ. والرجبية : هو أداء العمرة في شهر رجب الحرام. والأصل في هذه العمرة عند أهل مكة ، هو أن عبد الله بن الزبير رضياللهعنهما عندما فرغ من بناء الكعبة المشرقة خرج ماشيا حافيا معتمرا وأهل مكة معه ، فانتهى إلى تلك الأكمة أمام مسجد عائشة رضياللهعنها ـ التنعيم ـ فأحرم منها ، وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب الحرام ، فبقيت تلك العمرة عادة عند أهل مكة في ذلك اليوم بعينه. وكان حكام مصر يحتفلون بخروج وفد عمرة الرجبية كاحتفالهم بركوب وفود الحج. انظر : المقريزي ـ السلوك. ثم انتشرت في العالم الإسلامي إلى اليوم ، وهي بدعة لاختصاص شهر رجب بها ، فرجب شهر كباقي أشهر السنة ـ ما عدا شهر رمضان ـ فثواب العمرة فيه مثل ثواب باقي الأشهر. انظر : دائرة المعارف الإسلامية ١٠ / ٤٩ ، ٥٠ ، ابن جبير ـ الرحلة ١٠٦ ، ١٠٨ ، ١١٤ ، ١١٥.
(٢) في (أ) «وصحبته» ، وفي (د) «وصحبة» ، والاثبات من (ب) ، (ج).
(٣) المباشر : هو الموظف الذي يكلف بإدارة العمل والإشراف على تنفيذه ، وإجراء المبيعات والمشتروات المتعلقة به ، وكذلك استخدام عماله ، وربما أطلق على الموظفين بالدواوين اسم مباشرين ، وبطبيعة الحال كانت تختلف أعمال المباشرين باختلاف الدواوين والأنظار التي يعملون فيها. عرفت هذه الوظيفة في الدولة العبيدية ثم في الدولة الأيوبية ، وشاعت في الدولة المملوكية ، فعرف مباشر وجهات المكوس ، ومباشرو الاصطبلات ، وغيرها ، ولم تقتصر هذه الوظيفة في الديار المصرية ، بل وجدت في الشام فكان يضم إلى كل نظر من أنظار دمشق مباشرون. انظر : الباشا ـ الفنون الإسلامية ٣ / ٩٨٢ ـ ٩٨٩.
(٤) الأمير جانبك بن عبد الله السيفي يلبغا الناصري ، المعروف بالثور ، أحد الطبلخاناه ، ولي نيابة الاسكندرية ثم الحجوبية الثانية بالقاهرة ، ثم ولي شد بندر جدة ، توفي بمكة سنة ٨٤١ ه ، وهو الذي هدم المصطبة المشهورة بجدة. انظر : المقريزي