صاعدا من جهة الكعبة ، فوصل الخبر إلى الشريف ، فنزل بنفسه ومعه أكابر الدولة ، ففتحت الكعبة ، فوجدوا نارا في عقب الدرفة اليمنى من باب الكعبة ، فعزلوا الباب المذكور ، وأطفأوا النار ، وأعادوه على حاله.
ذكر ذلك الجزيري (١) في تاريخه (٢).
ورود المنبر المكي للخطيب (٣)
وفي سنة ٩٥٦ تسعمائة وست وخمسين :
بعث السلطان سليمان خان بالمنبر (٤) الرخام الذي هو بفناء الكعبة
__________________
(١) هو عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الأنصاري الجزيري ، نسبة إلى جزيرة الفيل من أعمال مصر. مؤرخ ولد سنة ٨٨٠ ه ، وتوفي بعد سنة ٩٧٦ ه. تولى كتابة ديوان إمرة المحمل بعد وفاة والده عنها سنة ٩٤٠ ه ، له عدة مصنفات. انظر : تاريخه عن نفسه كتابه درر الفرائد ص ١٢٧ ـ ١٣٢ ، مقدمة التحقيق ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ٥٩٦ ، إيضاح المكنون ١ / ٤٣٥ ، ٤٦٧ ، ٢ / ١٢٢ ، ٥٥٥.
(٢) درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة ص ٣٩٧.
(٣) وضع المؤلف هذا العنوان الجانبي على حاشية المخطوط اليسرى.
(٤) ذكر المؤرخون أن الخلفاء وأمراء مكة المكرمة من عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، كانوا يخطبون في أيام الجمع قياما على أقدامهم في وجه الكعبة المعظمة وفي حجر إسماعيل عليهالسلام إلى خلافة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، فكان هو أول من أحدث المنبر بالمسجد الحرام قدم به من الشام لما حج ، وكان منبر صغير على ثلاث درجات ، وظل هذا المنبر يخرب ويعمر إلى أن حج هارون الرشيد ، فأهدى للحرم منبرا منقوشا عال في تسع درجات ، أهداه له عامله على مصر موسى بن عيسى ، وجعل المنبر القديم في عرفة ، بعدها توالت المنابر على مكة إلى أن جاء هذا المنبر. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٩ ، ١٠٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٠١ ـ ٢٠٤.