وفاة الشريف بركات (١) [سنة ٨٥٩ ه ورثاؤه]
وفي هذه السنة : عرض الشريف بركات لابنه السيد محمد بن بركات أن يكون ولي عهده من بعده ، فتوفي الشريف بركات عصر يوم الاثنين تاسع عشر شعبان سنة ٨٥٩ ثمانمائة وتسع وخمسين بأرض خالد من وادي مر (٢) ، وحمل على أعناق الرجال إلى مكة في أثناء ليلة الثلاثاء ، وغسل ، وصلي عليه بعد صلاة الصبح ، وطيف به سبعا على عادة ملوك (٣) مكة (٤) ، ودفن (٥) بالمعلاة ، وبني عليه قبة (٦) ، ورثاه الشهاب
__________________
المكي ورقة ٤٨ ، وفيه أنه بالمعابدة معروف بالخرمانية.
(١) وضع ناسخ (ج) هذا العنوان الجانبي على حاشية المخطوط اليسرى.
(٢) وادي مر : وقد يعرف بمر الظهران من أكبر أودية الحجاز ، يقع شمال مكة على مرحلة منها ، كان به كثير من العيون بلغت ٣٠٠ عينا ، وبه نخل وجميز ، وقد يعرف الوادي أيضا بوادي الشريف نسبة إلى الشريف أبي نمي (٩٣٢ ـ ٩٩٢ ه) الذي امتلك جل هذا الوادي ، ويسمى أيضا وادي فاطمة نسبة إلى فاطمة زوجته أو أمه ، وبه اليوم ٤٠ قرية منها الجموم وهي قصبته. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ١٠٤ ـ ١٠٦ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٠٠ ـ ١٠٥.
(٣) في (ب) ، (ج) «الأشراف» ، وفي (د) «أشراف» ، وهي أصح. قال الهيثمي بالجمع ٣ / ١٤٥ طافوا به اسبوعا بالميت أي سبعا وفي لغة سبوعا وبدعة الطواف بالميت محرمة لان السنة ان يصلى على الميت في الخلاء لان النبي صلىاللهعليهوسلم لم يصل على احد في المسجد إلا مرة على سهيل بن بيضاء لتقرير الجواز والطواف شرعه مقدسة ثبت وجوبها على المكلف بنص القرآن والميت ينقطع عمله إلا من ثلاث ......... والعبادات لا تثبت إلا بتوقيف الهي.
(٤) في (ب) ، (ج) «بمكة». وهذه من العادات التي استحدثت على مر العصور الإسلامية ، كما أشار السنجاري إلى ذلك ، إلا أنها ألغيت فيما بعد.
(٥) في (ج) «ودفنوه».
(٦) أخذ الفن الإسلامي في بناء القباب عن الساسانيين والأقباط والبيزنطيين ، واستعملوها كمنارة في أسقف المساجد وردهات الدور والحمامات لإضاءتها ، وكذلك لتغطية المياضي التي أقيمت في وسط صحون المساجد المكشوفة ، ثم أكثروا استعمالها كغطاء للأضرحة خاصة ، حتى أطلقت جزءا على الكل وصارت كلمة قبة إسما للضريح