لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨))
اللغة :
تستعمل النفس في معان ، منها ما به حياة الإنسان والحيوان ، وهي التي عناها الله بقوله : «كل نفس ذائقة الموت». ومنها ذات الشيء ، مثل هذا هو نفسه. ومنها الغيب ، تقول : انا أعلم نفس فلان ، أي غيبه ، وهذا هو المقصود من النفس في الآية ، أي تعلم ما أخفيه في نفسي ، ولا أعلم ما تخفيه من علومك.
الإعراب :
اتخذوني تتعدى الى مفعولين ، لأنها بمعنى صيروني ، والمفعول الأول الياء ، والثاني إلهين ، وأمي مفعول معه. ومن دون الله متعلق بمحذوف صفة لإلهين. وقال صاحب مجمع البيان : من زائدة هنا. وهذا اشتباه لأن من تزاد بعد النفي ، ولا نفي هنا. والمصدر المنسبك من ان أقول اسم يكون ، ولي متعلق بمحذوف خبرا ليكون. وبحق الباء زائدة وحق خبر ليس ، واسمها ضمير مستتر يعود الى ما. والمصدر المنسبك من ان اعبدوا الله بدل من ضمير (به). ولا يجوز أن تكون (ان) هنا مفسرة لأن حروف القول قد صرح بها. وأنت ضمير فصل لا محل له من الإعراب.