اللغة :
وقفوا على النار الفعل مبني للمجهول ، والمراد به هنا العرض ، أي عرضوا على النار ، وقيل : يجوز أوقف ، ولكنه نادر. والساعة الزمن القصير ، والمراد بها هنا يوم القيامة لسرعة الحساب فيه. وبغتة فجأة. والحسرة الندامة. والتفريط التقصير. والوزر لغة الحمل الثقيل : ودينا الإثم والذنب.
الاعراب :
ولو ترى جواب لو محذوف ، تقديره لشاهدت أمرا عظيما. ولا نكذب منصوب بأن مضمرة بعد الواو ، ومثله ونكون ، والمصدر المنسبك معطوف على مصدر متصيد من نرد ، والتقدير يا ليت لنا الرد وعدم التكذيب وكوننا من المؤمنين. ان هي إلا حياتنا الدنيا ان نافية ، وهي مبتدأ ، وحياتنا خبر ، والدنيا صفة للحياة ، لأنها بمعنى الأولى أو الدنيّة أو القريبة. وبغتة مصدر في موضع الحال من الساعة ، أي باغتة. وساء فعل ذم والفاعل مستتر ، وما تمييز بمعنى شيء ، والمخصوص بالذم محذوف ، والتقدير ساء الشيء شيئا وزرهم.
المعنى :
(وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ). عاد سبحانه إلى الحديث عن أحوال المكذبين يوم القيامة ، وانهم حين يرون ما أعد لهم من العذاب ، وما أعد للمؤمنين من الثواب يقولون: (يا لَيْتَنا نُرَدُّ) إلى الدنيا (وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). أي نتوب ونعمل صالحا .. ولكن الحسرات والعبرات لا تغني شيئا إلا إذا كانت خوفا من الله وعذابه قبل أن يقع ، أما بعد الوقوع فهي بكاء على الأموات ولهفة على ما فات.
(بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ). لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من كان واضحا صريحا في هذه الحياة ، تنسجم أقواله مع أفعاله ، وهما معا