تَخْرُصُونَ (١٤٨) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩) قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١٥٠))
الإعراب :
ولا آباؤنا عطف على ضمير أشركنا. ومن شيء من زائدة ، وشيء مفعول حرمنا. وهلم معناها الدعاء كتعال ، وهي هنا متضمنة معنى الحضور أي احضروا شهداءكم. قال أبو البقاء : للعرب في هلم لغتان : إحداهما أن تكون بلفظ واحد للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث ، فتكون اسم فعل ، وبنيت لوقوعها موقع فعل الأمر. اللغة الثانية أن تصرف ، فيقال : هلما وهلمي وهلممن وهلموا ، فتكون فعلا.
المعنى :
(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ). الذين يتقبلون النصح ، ويتبعون أحسن القول قليلون جدا ، وأقل منهم من يرون عيوب أنفسهم ويعترفون بها .. فإن الأكثرية الغالبة يرون عيوبهم فضائل ، وسيئاتهم حسنات : (كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ١٢ يونس. فإن عجزوا عن تحسين قبائحهم تبرأوا منها ، وأحالوها إلى مشيئة الله ، أو إلى أي مصدر آخر .. والله سبحانه منزه عما يصفون .. انه يأمرهم وينهاهم ، ويجعل لهم الخيار فيما يفعلون ويتركون ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة وما لأحد على غيره من سلطان ، حتى الشيطان يقول : لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ