قبلك في شيع الأولين ، أي في فرقهم ، وقال : ثم لننزعن من كل شيعة أي من كل فرقة.
الاعراب :
يوم يأتي يوم منصوب على الظرفية متعلق بلا ينفع. أمثالها صفة لمحذوف أي عشر حسنات أمثالها.
المعنى :
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ). الاستفهام هنا للإنكار ، والمراد بينظرون ينتظرون .. بعد أن ذكر سبحانه ان المشركين أعرضوا عن دلائل القرآن ، ورفضوا أن يتدبروها قال في هذه الآية : انهم لا يؤمنون إلا بأحد أمور ثلاثة : الأول مجيء الملائكة. الثاني مجيء الرب. الثالث مجيء بعض الآيات. ولكنه سبحانه لم يبين أي الملائكة الذين يجب أن تأتيهم ، كي يؤمنوا : هل ملائكة الموت أو غيرهم ، ولا بيّن المراد بمجيء الرب : هل مجيئه هو بزعمهم ، أو مجيء أمره ، كما هو الواقع؟ وأيضا لم يبين نوع بعض الآيات : هل الآيات التي اقترحوها ، أو علامات القيامة؟ وقال أكثر المفسرين أو الكثير منهم : ان المراد بالملائكة ملائكة الموت ، وبمجيء الرب مجيء عذابه وانتقامه ، وببعض الآيات أشراط الساعة ، أي أولها والعلامات الدالة عليها .. وهذا التفسير غير بعيد ، لأن الكلام الذي عقب به سبحانه هذه الأمور الثلاثة يشعر بقول المفسرين ويعززه ، وهو قوله تعالى :
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً). يقول عز من قائل : ان التوبة والإيمان عند مجيء أحد هذه الأمور لا يجدي شيئا ، وانما الذي يجدي هو الإيمان والعمل الصالح الذي يكسبه المؤمن قبل أن يلجأ إلجاء إلى ذلك ، إذ لا تكليف حين النزع والاحتضار ، ولا عند اشتراط الساعة ، أو نزول العذاب ، ومع عدم التكليف