الاعراب :
إلى ثمود متعلق بمحذوف ، أي وأرسلنا إلى ثمود ، ومنع ثمود من الصرف للعلمية والتأنيث ، وهي القبيلة. وصالحا بدل من أخاهم. وآية حال من ناقة الله. وتأكل مجزوم جوابا للأمر ، وهو فذروها. فيأخذكم جواب للنهي ، وهو ولا تمسوها ، والناصب ليأخذكم ان مضمرة بعد الفاء. وقصورا مفعول أول لتتخذون ، ومن سهولها مفعول ثان. وتنحتون بمعنى تتخذون ، وعليه تكون الجبال مفعولا أولا ، والبيوت مفعولا ثانيا. ومفسدين حال من الواو في تعثوا. ولمن آمن بدل بعض من للذين استضعفوا باعادة العامل مثل مررت بزيد بأخيك. وجاثمين خبر فأصبحوا ، وفي ديارهم متعلق بجاثمين.
المعنى :
(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ). ثمود قبيلة من العرب سميت باسم جدهم ثمود بن عامر ، وكانت مساكنهم الحجر بكسر الحاء بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ، قال تعالى : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) ـ ٨٠ الحجر. وقوله تعالى : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) نظير قوله : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) وقوله : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) ومر التفسير في الآية ٥٩ و ٦٥ من هذه السورة.
(هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً). قال جماعة من المفسرين : ان قوم صالح سألوه أن يخرج لهم ناقة من الصخرة ، وانه سأل ربه ذلك ، فتمخضت الصخرة كالمرأة يأخذها الطلق ، فولدت ناقة عشراء وبراء .. ونحن نؤمن إجمالا بأن الناقة كانت بينة وآية من الله ، وانها لم تأت بسبب معتاد ، وان الله سبحانه أضافها اليه تعظيما لشأنها .. نؤمن بهذا ولا نزيد شيئا ، حيث لم ينزل به وحي ولا جاء به خبر متواتر عن المعصوم.
(فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). أمر صالح (ع) قومه أن يتركوا الناقة وشأنها تأكل من أرض الله ، وحذرهم من