أموال الناس ، فأقسم وأغلظ في القسم انه لن يفعل ، فتظاهرت بعدم الثقة به ، ومضت الأيام ، وشرعت في تفسير القرآن الكريم ، ولما بلغت هذه الآيات راجعت مصادرها ، ومنها كتاب قصص القرآن وضعه أربعة من الكتّاب المصريين ، وهم محمد أحمد جاد المولى ، وعلي محمد البجاوي ، ومحمد أبو الفضل ، والسيد شحاته ، وإذا فيه ان اسم ام موسى يوكابد ولكن المؤلفين لم ينسبوه إلى مصدر.
وبعد هذا الاستطراد نعود إلى قصة موسى مع فرعون ، كما جاءت في الآيات التي نحن بصدد تفسيرها ، ويتلخص معناها بأن فرعون كان يدعي الربوبية من دون الله ، ويضطهد بني إسرائيل ، فأرسل الله اليه موسى وهارون ، فذهبا واقتحما عليه مجلسه لا يخشيان سلطانه وطغيانه ، وجابهه موسى بقوله : يا فرعون اني رسول من رب العالمين اليك والى كل جاحد ، ولديّ ما يثبت رسالتي ، وعليك أن تطلق بني إسرائيل من أسرك ، وتدعهم أحرارا يذهبون حيث يشاءون .. فاستخف به فرعون ، وقال : هات ما يثبت رسالتك ، فألقى موسى عصاه ، فإذا هي ثعبان ، ووضع يده في جيب قميصه ، وأخرجها فتلألأت ناصعة لكل ناظر ، وكان موسى أسمر.
فقال رجال فرعون وأهل مشورته : ان هذا ساحر ماهر .. وجمع فرعون السحرة لموسى ، وقبل أن يشرعوا بألاعيبهم قالوا لفرعون : ألنا أجر ان غلبنا موسى؟ قال : لكم أجر وقربى ، وألقى السحرة حبالهم وعصيهم ، فخيل للنظارة انها حيات تسعى ، وألقى موسى عصاه ، فإذا هي تلقف ما يأفكون ، فأسلم السحرة ، وآمنوا برسالة موسى ، فتهددهم فرعون بالعذاب والتنكيل ، فلم يعبئوا وثبتوا على ايمانهم .. وجاء في العديد من الروايات ان فرعون نفّذ فيهم تهديده ووعيده ، وطبيعة الحال ترجح ذلك.
وراح فرعون ينزل بموسى ومن معه صنوف العذاب ، ويشتط في التنكيل والتعذيب ، ولكن موسى استمر في دعوته الى الله لا يثنيه عنها شيء ، فضج بنو إسرائيل وقالوا لموسى : أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، فأمرهم بالصبر ، ومناهم الفوز.