الاعراب :
شرعا حال من الحيتان. ومعذرة خبر لمبتدأ محذوف أي موعظتنا معذرة. وبئيس صفة لعذاب.
المعنى :
(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ). الخطاب موجه لمحمد (ص) ، والقرية على حذف مضاف أي أهل القرية ، وضمير هم في واسألهم يعود إلى يهود المدينة الذين عاصروا رسول الله (ص) ، لأن هذه الآية نزلت في المدينة لمواجهة اليهود بها ، وضمت الى السورة المكية تكملة للحديث عن اليهود ، ولم يذكر الله سبحانه اسم القرية ، وقيل : انها كانت على شاطئ البحر الأحمر .. وعلى أية حال فهي معروفة عند اليهود الذين سألهم النبي عنها ، أما الباعث على هذا السؤال فأمران : الأول أن يجابه النبي يهود المدينة بأنهم أنكروا نبوته ، وهم على يقين منها في أنفسهم ، لأنه قد أخبرهم عن الكثير من تاريخ أسلافهم ، ومنها قصة أهل القرية التي كانت حاضرة البحر ، مع العلم أنه لم يقرأها في كتاب ، ولم يسمعها من أحد ، فما هي ـ اذن ـ إلا وحي من الله .. الأمر الثاني : أن ينبههم النبي الى أنهم مكابرون معاندون للحق ، وان عنادهم هذا ليس غريبا عن طبيعة اليهود وسيرتهم ، وانما هو دأبهم وديدنهم منذ القديم.
والدليل قصة أهل تلك القرية التي أشار اليها بقوله : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ). وتتلخص هذه القصة بأن الله حرم على اليهود العمل يوم السبت ، ومنه صيد الأسماك ، ولأجل أن يعاملهم الله معاملة المختبر لحالهم ، ويظهرهم للملإ على حقيقتهم كان يرسل الحيتان اليهم بكثرة ظاهرة على وجه الماء يوم السبت ، ويمنعها عنهم في سائر الأيام ، فتوصل جماعة منهم إلى حيلة يحللون بها ما حرم الله ، فحفروا أخاديد ، ومسارب تتصل بالماء تنفذ الحيتان منها إلى الأخاديد ، ولا تستطيع الخروج ، فكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون ،