زينب بفداء زوجها ، وفيه قلادة كانت لأمها خديجة ، فلما رآها رسول الله (ص) رقّ رقة شديدة ، وقال للمسلمين : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ، فأطلقوا الأسير ، وردوا القلادة .. وقد أسلم أبو العاص بعد ذلك.
وقتل النبي (ص) من الأسرى من لا يؤمن شره ، ولا يرجى خيره ، ولم يقبل الفدية منه ، قال ابن الأثير : وكان في الأسرى النضر بن الحارث ، وعقبة ابن أبي معيط ، فأمر النبي بقتلهما ، فقال عقبة : أليس لي اسوة بهؤلاء الأسرى؟ فلم يلتفت الرسول إلى قوله ، لأنه يعلم بخبثه وغدره ، وان حياته شر وفساد في الأرض .. فإطلاق النبي لبعض الأسرى ، وقتله البعض الآخر يشعر بوجود مصلحة للإسلام والمسلمين في إطلاق من أطلق منهم ، وقد ظهرت هذه المصلحة فيما بعد كما أشرنا .. ومن أجل هذا صح استثناء أسرى بدر من حكم التحريم.
(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). الخطاب موجه لمن حارب مع النبي (ص) ببدر ، ويتضمن الاذن بالأكل مما غنموه في معركة بدر فدية كان أو سلبا ، وهذا دليل على ان الأسر من المشركين في معركة بدر جائز ، لأن إباحة أحد العوضين تستدعي إباحة العوض الآخر ، وفي الحديث : إذا حرم الله شيئا حرم ثمنه.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بعد أن أخذ النبي (ص) الفدية من الأسرى أمره أن يقول لهم : ان آمنتم بالله يعوض عليكم خيرا من الفدية دنيا وآخرة ، وقال المفسرون : ان قوما من الأسرى أظهروا الإسلام ، فأمر الله نبيه أن يقول لهم : ان كان ما قلتموه حقا فان الله يعلمه ويعوض عليكم خيرا مما أخذ منكم ، ويغفر لكم ، وان كان نفاقا فقد كفرتم ومكرتم من قبل ، وأمكن الله نبيه منكم.
ثم ذكر المفسرون ، ومنهم الرازي والطبرسي ان النبي (ص) قال لعمه العباس ،