وهل نافعي أن أخطأ الشيب مفرقي |
|
وقد شاب أترابي وشاب لداتي |
إذا كان خط الشيب يوجد عينه |
|
بتربي فمعناه يقوم بذاتي |
واللّدات : من ولد معه في زمان واحد ، انتهى.
وفي ذكري أنه قال هذين البيتين لما قال له القاضي عياض : شبنا ولم تشب.
وقال الرضي أيضا : أنشدني حميد لأبيه فيمن يكتب في الورق بالمقص ، وهو غريب : [بحر المنسرح]
وكاتب وشي (١) طرسه (٢) حبر (٣) |
|
لم يشها حبره ولا قلمه |
لكن بمقراضه (٤) ينمنمها |
|
نمنمة الروض جاده رهمه |
يوجد بالقطع أحرفا عدمت |
|
فاعجب لشيء وجوده عدمه |
والرهم : المطر.
قال : وتوفي حميد الزاهد هذا بمصر ، قبيل الظهر من يوم الثلاثاء ، وصلي عليه خارج مصر بجامع راشدة بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء المذكور ، ودفن بسفح المقطم بتربة الشيخ الفاضل الزاهد أبي بكر محمد الخزرجي الذي يدق الرصاص ، حذاء رجليه ، في الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وستمائة (٥) ، انتهى.
١٧١ ـ ومنهم اليسع بن عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع بن عبد الله الغافقي.
من أهل بلنسية وأصله من جيّان ، ولكن المرية ثم مالقة ، يكنى أبا يحيى ، كتب لبعض الأمراء بشرقي الأندلس ، وله تأليف سماه «المغرب (٦) ، في أخبار محاسن أهل المغرب» ، جمعه للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بالديار المصرية بعد أن رحل إليها من الأندلس سنة ستين وخمسمائة ، وبها توفي يوم الخميس التاسع عشر من رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، رحمه الله تعالى.
١٧٢ ـ ومنهم محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد التجيبي ، يكنى أبا عبد الله ، من أهل إشبيلية.
__________________
(١) الوشي : النقش.
(٢) الطّرس ـ بالكسر ـ الصحيفة.
(٣) الحبر : بكسر الحاء وفتح الباء ـ جمع حبرة وأصلها برد يمني منقوش شبهت به الكتابة.
(٤) المقراض : آلة يقرض بها ، المقص.
(٥) في ب : «ومولده سنة ست وستمائة».
(٦) في ب : «المعرب».