فلقد كسوت الدّين عزّا شامخا |
|
ولبست منه أنت ما لا يخلع |
هيهات سرّ الله أودع فيكم |
|
والله يعطي من يشاء ويمنع |
لكم الهدى لا يدّعيه سواكم |
|
ومن ادّعاه يقول ما لا يسمع |
إن قيل : من خير الخلائق كلّها |
|
فإليك يا يعقوب تومي الأصبع (١) |
إن كنت تتلو السابقين فإنما |
|
أنت المقدّم والخلائق تبّع (٢) |
خذها ، أمير المؤمنين ، مديحة |
|
من قلب صدق لم يشنه تصنّع (٣) |
واسلم ، أمير المؤمنين ، لأمّة |
|
أنت الملاذ لها وأنت المفزع |
فالمدح مني في علاك طبيعة |
|
والمدح من غيري إليك تطبّع |
وعليك يا علم الهداة تحيّة |
|
يفنى الزمان وعرفها يتضوّع (٤) |
قال لي الفقيه أبو عبد الله محمد القسطلاني : دخلت إلى السيد أبي الربيع بقصر سجلماسة ، وبين يديه أنطاع عليها رؤوس الخوارج الذين قطعوا الطريق على السفار بين سجلماسة وغانة ، وهو ينكت الأرض بقضيب من الأبنوس ، ويقول : [بحر الطويل]
ولا غرو أن كانت رؤوس عداته |
|
جوابا إذا كان السيوف رسائله |
ومات بعد الستمائة ، رحمه الله تعالى! انتهى.
وقال لمّا هجره أمير المؤمنين يعقوب المنصور ، ووافق ذلك أن وفد على حضرة الخلافة مراكش جمع من العرب والغزّ (٥) من بلاد المشرق ، ونزلوا بتمرتاسقت (٦) ظاهر مراكش ، واستأذنوا في وقت الدخول ، فكتب إلى المنصور : [بحر الكامل]
يا كعبة الجود التي حجّت لها |
|
عرب الشآم وغزّها والدّيلم |
طوبى لمن أمسى يطوف بها غدا |
|
ويحلّ بالبيت الحرام ويحرم |
__________________
(١) تومي : تشير وأصلها يومئ بالهمز.
(٢) تبّع : جمع تابع.
(٣) لم يشنه : لم يعبه ، ولم يشوهه.
(٤) العرف : الريح الطيبة ، ويتضوّع : يفوح.
(٥) الغز : جيش كان مع شرف الدين قراقوش ، وفيه عناصر تركية ، جاؤوا إلى المغرب حوالي سنة ٥٨٢ فأكرمهم الخليفة الموحدي.
(٦) في ب : «بتمرتانسقت».