وقال ابن برطلة رحمه الله تعالى : أنشدني أبو عامر قال : دخلت بعض مراسي الثغر ، فوجدت في حجر منقوش هذه الأبيات : [بحر المتقارب]
نزلت ولي أمل عودة |
|
ولكنني لست أدري متى |
ودافعني قدر لم أطق |
|
دفاعا لمكروهه إذ أتى |
ومن أمره في يدي غيره |
|
سيغلب إن لان أو إن عتا (١) |
فيا نازلا بعدنا ههنا |
|
نحييك إن كنت نعم الفتى |
فسألت عن منشدها ، فقيل لي : هو أبو بكر بن أبي درهم الوشقي ، وكان قد حج وأراد العودة ، فقال هذه الأبيات ، ورواها بعضهم «رحلت» مكان نزلت ، وهو أصوب ، وأبدل قوله : «يا نازلا» بيا ساكنا ، والخطب سهل فيه ، وبعض يقول : إن الأبيات وجدت بجامع مصر ، والله تعالى أعلم.
٢٨٩ ـ ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة ، الداني ، الأصبحي.
لازم ابن سعد الخير ، واحتذى أول أمره مثال خطه فقاربه ، وسمع منه ، ثم رحل إلى المشرق فسمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف والسّلفي وغير واحد. قال التجيبي : كان معنا بالإسكندرية بالعادلية منها ، وبقراءته سمعنا صحيح البخاري على السلفي سنة ٥٧٣ (٢) ، قال : وأنشدنا (٣) لشيخه الأستاذ أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سعد الخير البلنسي : [بحر الكامل]
يا لاحظا تمثال نعل نبيه |
|
قبّل مثال النعل لا متكبرا |
والثم له فلطالما عكفت به |
|
قدم النبي مروّحا ومبكرا |
أولا ترى أن المحب مقبل |
|
طللا وإن لم يلف فيه مخبرا |
وقد سبق ابن سعادة أبو عبد الله وهو غير هذا ، والله تعالى أعلم!.
٢٩٠ ـ ومنهم أبو محمد عبد الله بن يوسف ، القضاعي ، المري.
سمع من أبي جعفر بن غزلون صاحب الباجي وغير واحد ، ورحل إلى المشرق فسمع بالإسكندرية من السّلفي والرازي ، وتجول هنالك ، وأخذ عنه أبو الحسن بن المفضل المقدسي وغير واحد ، وقال ابن المفضل : أنشدني المذكور ، قال : أنشدني أبو محمد بن صارة : [بحر البسيط]
__________________
(١) عتا : استكبر ، وجاوز الحد.
(٢) في أ : «سنة ٥٦٣».
(٣) في ب : «وأنشدني» ..