سمع من ابن بشكوال موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى والقعنبي وابن بكير بقراءة محمد بن حوط الله ، ورحل إلى المشرق سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، فحج سنة ثمانين بعدها ، وأقام بالحجاز والشام مدة ، ولقي أبا الطاهر الخشوعي بدمشق فسمع منه مقامات الحريري وأخذها الناس عنه ، ومما أفاد وزاد في قول الحريري :
إذا ما حويت جنى نخلة
الأبيات ـ قوله : [بحر المتقارب]
ولا تأسفنّ على خارج |
|
إذا ما لمحت سنى الداخل |
ولا تكثر الصمت في معشر |
|
وإن زدت عيّا على باقل (١) |
وسمع من أبي القاسم ابن عساكر السنن للبيهقي ، ومن أبي حفص الميانشي جامع الترمذي ، وقفل إلى الأندلس في سنة سبع وتسعين ، وحدث بيسير ، وكان يحسن عبارة الرؤيا ، وكفّ بصره سنة ثمان وعشرين وستمائة أو نحوها ، وتوفي على إثر ذلك ، ومولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، رحمه الله تعالى!.
٢٣٠ ـ ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حصن بن أحمد بن حزم ، الغافقي.
ويقال فيه : إبراهيم بن حصن بن عبد الله بن حصن.
أندلسي ، سكن دمشق ، وولي الحسبة بها ، ويكنى أبا إسحاق ، سمع ببغداد من أبي بكر بن مالك القطيعي وطبقته ، وبدمشق من عبد الوهاب الكلابي ويوسف بن القاسم الميانجي ، وبمصر من أبي طاهر الذّهلي وأبي أحمد الغطريفي ، وله أيضا سماع بالرملة وأطرابلس والدينور وغيرها من البلدان ، وحدث بيسير ، روى عنه أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الوهاب بن عبد الله الجياني (٢) من شيوخ عبد العزيز بن أحمد الكناني ، وكان مالكيا ، وقيل : إنه يذهب إلى الاعتزال ، وكان صارما في الحسبة ، ووليها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة في أيام الحاكم العبيدي ، وتوفي بدمشق في ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة ، قيل : ثاني عيد الأضحى ، وقيل غير ذلك ، ذكره ابن عساكر ، رحمه الله تعالى!.
قلت : ما سمعت بمالكيّ معتزليّ غير هذا ، ولعله كان مالكيا بالمغرب ، فلما دخل في خدمة الشيعة حصل منه ما حصل من نسبته لمذهب الاعتزال ، فالله تعالى أعلم.
__________________
(١) باقل : مضرب المثل في العي والفهاهة. قيل : كان بيده غزال فسئل بكم اشتراه ، فتركه وفتح أصابع يديه ومد لسانه. يشير إلى العدد / ١١ / فهرب الغزال.
(٢) في ب ، ه : «الجبان».